قال المفكر والمؤرخ المغربي عبد الله العروي، إن المغاربة لا يتخوفون من العلمانية كمفهوم أو توجه. وأضاف المفكر المغربي في حوار له مع قناة سكاي نيوز عربية، اليوم، ضمن نافذة برنامج “حوار العرب”، أن التعامل مع النص الذي لا يحتمل جميعه الخضوع لمنطق ما هو فقهي ظاهري، يستوجب التركيز فقط على النصوص الربانية والتعبدية بالطريقة التقليدية، وبالتالي التفريق بين العام والخاص، أي ما هو فردي كالتعبد وما هو جماعي كالسياسة. وقال العروي إن نصوص العبادات مختلفة عن نصوص المعاملات لذلك لا يحكمهما منطق واحد. وعن تجربة المغرب مع السلفية، والتعامل مع النصوص بين ما هو ظاهري ومقاصدي، قال العروي إن العلمانية كمفهوم ليست طابو بالبلاد وإن فصل السياسة عن الفهم الديني، ليس ممنوعا وله صدى وقبول بسبب الاعتراف بأن طبيعة السياسة تضعنا أمام الفرق بين ماهو عام وما هو خاص، ما يلزمنا التفريق بين منطق المصلحة العامة والمصلحة الخاصة أي الايمان الفردي، وهذا ما يفرق بين الإسلام الشرقي والغربي بالتعريف القديم. من جهة أخرى قال العروي إن القران متعدد القراءات ومنفتح عليها كل حسب الزمن والمكان، وأن كل من يتشدد لقراءة ويؤمن بكونها حاسمة فإنه يدعي “النبوة”، لذلك فلا أحد يستطيع أن يدعي أن قراءة معينة للقرآن هي القراءة الصحيحة. الحوار، الذي سيستمر ضمن حلقات أخرى قادمة، يتمحور حول مفهوم الحداثة والتراث بالمجتمعات العربية، وتيار السلفية بين المشرق والمغرب الإسلامي، ودور المثقف في مجتمعه العربي. للذكر، فقد نال العروي جائزة الشيخ زايد للكتاب بالإمارات، ك "شخصية العام الثقافية" لدورة 2016-2017 . وقد تم اختيار المفكر والكاتب عبد الله العروي لمنزلته كمؤسس لحراك فكري وثقافي امتد من المغرب إلى المشرق، ولم يتوقف تأثيره عند حدود الجامعات والمؤسسات العلمية، وإنما شمل مجالات الفكر السياسي العربي، وطبع كثيراً من الممارسات الثقافية، وفق تصريح علي بن تميم أمين عام الجائزة للصحافة.