الخط : إستمع للمقال في خطوة تهدف إلى صون وتعزيز التراث الثقافي المغربي، قدمت المملكة المغربية رسميا ملف ترشيح القفطان المغربي لإدراجه ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية، التي تشرف عليها منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو). ويرتقب أن يتم دراسة هذا الملف خلال الدورة العشرين للجنة الحكومية المزمع عقدها في دجنبر 2025، حيث يشمل الترشيح مختلف أنواع القفطان المغربي، من أبرزها قفطان السفيفة، البرشمان، الطرز، القفطان التطواني، الراندة، قفطان المبرة المراكشي، وقفطان النطيع. وفي سياق متصل، أكدت وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، أن القفطان المغربي يمثل أكثر من مجرد زي تقليدي، فهو يعكس تنوع وغنى الهوية المغربية، ويُرتدى في المناسبات الدينية والاجتماعية والاحتفالية، كما تختلف تصاميمه حسب المناطق، ما يجعله مرآة للتعدد الثقافي في المملكة. إذ يعد القفطان المغربي من أبرز رموز الأناقة والتراث، ويحمل في طياته مزيجا من الإبداع الحرفي والتاريخ العريق. ويُصنع القفطان يدويا بأيدي حرفيين مهرة، حيث يشترك الرجال والنساء في عملية إنتاجه، من خياطين ونقاشين وطرازين، إلى صناع العقد والسفيفة، ما يضفي عليه لمسة فنية متميزة، وتنتقل هذه المهارات عبر الأجيال داخل الأسر، بالإضافة إلى تدريسها في مراكز التكوين المهني والمدارس المتخصصة في فنون الموضة والصناعات التقليدية. ويتعدى القفطان دوره الرمزي، ليشكل مصدر رزق لعدد كبير من العائلات، خاصة في القرى والمناطق الهامشية. وقد بذلت المملكة مجهودات كبيرة لحمايته، عبر إنشاء فضاءات ثقافية ك "جنان القفطان" بمدينة فاس، وتنظيم عروض أزياء وطنية ودولية، ودعم المصممين والتعاونيات الحرفية، كما أُدرج فن القفطان منذ سنة 2014 في سجل التراث الثقافي غير المادي المغربي. وقد تم إعداد ملف الترشيح بعد مشاورات موسعة شملت الحرفيين، والمصممين، والجمعيات المهنية، والهيئات الثقافية، حيث عبّر هؤلاء عن دعمهم الكامل للملف، ووقعوا وثائق رسمية تؤكد مساهمتهم فيه. إذ يأتي هذا الترشيح في سياق جهود متواصلة للمغرب، التي أثمرت سابقا عن إدراج عدة عناصر من تراثه ضمن قائمة اليونسكو، مثل فن التبوريدة، ساحة جامع الفنا، والحناء، وفن كناوة، وغيرها من التقاليد الغنية التي تعكس عمق الحضارة المغربية. الوسوم القفطان المغربي المغرب اليونيسكو