الخط : إستمع للمقال ما إن تداولت الصحافة الفرنسية والمغربية خبر اعتقال السعيد بن سديرة بفرنسا، بشبهة التآمر لاغتيال معارضين جزائريين لحساب المخابرات الخارجية الجزائرية، حتى تصاعدت حدة الاحتقان ومخاوف الارتياب في منزل كل من محمد زيان بالمغرب والشرطية المعزولة وهيبة خرشش بالولايات المتحدةالأمريكية. والسؤال الذي يؤرق بال محيط محمد زيان ووهيبة خرشش اليوم، بعدما تأكد خبر اعتقال السعيد بن سديرة من طرف السلطات الفرنسية، هو: هل سيعترف هذا الأخير بتآمره سابقا مع محمد زيان ووهيبة خرشش لاستهداف مؤسسات مغربية وشخصيات وطنية، من بينهم عبد اللطيف حموشي المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني؟ فإذا ما أكد السعيد بن سديرة وشايته ضد محمد زيان ووهيبة خرشش باعتبارهما مشاركيه في التآمر على سلامة الدولة الداخلية والخارجية للمملكة المغربية، واستهداف السلطات والشخصيات الوطنية، فإن ذلك من شأنه أن يزيد من تأزيم الوضع القانوني للنقيب السابق، المعتقل حاليا بالسجن، وكذا تعزيز التهم الجنائية الموجهة للشرطية الهاربة بأمريكا وهيبة خرشش. ففي حال اعتراف السعيد بن سديرة بتواطئه مع محمد زيان ووهيبة خرشش، وهي مسألة غير مستبعدة، فإنهما سيعتبران مساهمين في جرائم الخيانة والتآمر ضد أمن الدولة الداخلي والخارجي، خصوصا وأن التقارير الإعلامية الفرنسية تشير إلى أن السعيد بن سديرة كان عميلا للمخابرات الجزائرية ومتورط في مشروع تصفية معارضين جزائريين وإلصاق التهمة بالمصالح الأمنية المغربية. ومما يعزز هذه الاستنباطات المنطقية هو أن السعيد بن سديرة كان قد اعترف صراحة في شريط سابق بتخابره مع محمد زيان ووهيبة خرشش، في كل هجماته الإعلامية التي كانت تستهدف المصالح العليا للمملكة المغربية، بل إنه كان أول من سلم لمحمد زيان شريط فيديو إباحي مزيف، والذي تم تعميمه بشكل تضليلي على أنه مصور من داخل مكتب عبد اللطيف حموشي بالرباط!! فالسعيد بن سديرة كان أول من نشر فيديو إباحي لشخص مصري في خريف 2022، بعدما تم التلاعب به عن طريق تقنيات الذكاء الصناعي، وتقديمه على أنه يتعلق بالمدير العام للأمن الوطني بالمغرب، قبل أن يعهد لمحمد زيان بمهمة توزيع ونشر هذا الشريط المزور على أوسع نطاق. أكثر من ذلك، كان السعيد بن سديرة قد نشر خرجة مباشرة على قناته على اليوتيوب في يوليوز 2022، اعترف فيها صراحة بعلاقته المشبوهة والمتواترة مع الشرطية الهاربة وهيبة خرشش ومع دنيا فيلالي، وهو ما يدعم ويعضد شبهة التآمر بين هذه الأطراف ضد المصالح والشخصيات المغربية. وفي سياق آخر، سبق لعدد كبير من المعارضين الجزائريين بالخارج، من بينهم أمير بوخرص وهشام عبود وعبدو سمار، أن اتهموا السعيد بن سديرة باستهدافهم وملاحقتهم لحساب المخابرات الجزائرية، بل إن زوجة هذا الأخير كانت قد خرجت في حوار إعلامي مع الصحفي التونسي لطفي غرس، خلال هروبها لكندا، اتهمته صراحة بتسخيرها للقيام بمهام قذرة لفائدة المخابرات الجزائرية فوق الأراضي الفرنسية والبريطانية، ووصفته وقتها ب"الديوث ". ومن المرتقب أن تحمل الأيام القادمة أخبارا غير سارة لمحيط محمد زيان ووهيبة خرشش، فكلما تم تعميق البحث مع السعيد بن سديرة كلما تزايد منسوب الخوف من افتضاح تورط النقيب السابق والشرطية المعزولة في التآمر ضد سلامة الدولة الداخلية والخارجية.