الخط : إستمع للمقال من حق عزيز غالي أن يُناصر منتخب جنوب إفريقيا نِكاية في المنتخب المغربي، وشماتة في المخزن والدولة والمؤسسات. ومن حق رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أن يفرح لهزيمة الفريق الوطني، ويَغْتبِط لفوز منتخب جنوب إفريقيا، مع انتفاء وجود أي مبرر معقول لهذا الحبور الملتحف برداء الشماتة. ومن حق عزيز غالي أيضا أن يُبرز أنيابه الداخلية الصفراء، وهو يُسَخِّر مَن طرد اللاعب سفيان لمرابط بالبطاقة الحمراء. فنحن كمغاربة، لسنا متطرفين، ونُؤمن حقا بحرية الاختلاف والاختيار، نُقيض عزيز غالي الذي برهن على تعصب جارف وهو يحظر كل تعليقات "الرفاق" المستهجنة لسلوكه، والمزدرية لتطرفه. ونحن المغاربة نُؤمن كذلك بأن كرة القدم هي رياضة تنافسية، تطبعها الفرجة والانفعالية، ولكنها ليست معركة وجودية بين الحياة والموت، ولا هي وسيلة للشماتة مثلما يفعل عزيز غالي الذي يتدثر برداء "المناضل". ونحن المغاربة، نُحب أيضا أن يكون مناضلونا من نفس جِنسنا، جُسَراء في الحق، لا جَُبَناء في الباطل، يتحملون تبِعات كلامهم، وأوزار مواقفهم، ولا يهربون عند أول اصطدام مع الحقيقة. فعزيز غالي لم يكتف بالحبور لفوز منتخب جنوب إفريقيا، والشماتة في هزيمة رفاق حكيم زياش، بل تعرى الرجل على سجيته، وظهرت سليقته الأولى، عندما لم يقدر على مواجهة تعليقات المغاربة في أعقاب تدوينات الشماتة التي دبجها في حق المنتخب المغربي. فالرجل تسلح بالجبن الافتراضي وبادر بمسح تدوينته الأولى بعد تواتر التعليقات الرافضة!، وقلنا وقتها، ربما هي صحوة ضمير بعد خطأ غير مقصود. لكن عزيز غالي سيعود للشماتة والتشفي في المنتخب المغربي، معبرا عن سبق إصرار وترصد في هذا السلوك الذي وصفه المغاربة "بالأرعن". وككل مرة، لم يتسلح عزيز غالي بالجرأة المطلوبة، والجسارة المفترضة في من ينتحلون صفة "المناضل"، فقرر مرة أخرى حذف تدوينات الشماتة، والتواري وراء خواريزميات الفايسبوك. فرئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان لم يستطع حتى مواجهة سكان العالم الافتراضي، الذين يتراشقون بالمحتويات الهلامية، فكيف سيواجه إذن المخزن والمؤسسات في الواقع؟ إنه نموذج للمناضل الجبان، أو المناضل الرعديد، الذي يَتْلُون بِلَون التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي. فإذا كانت تدويناته تسير على هوى العامة، تجده يؤجج النقاش وينفخ منكبيه، وإذا حصل العكس، تجده يغمس رأيه في طمأ الفايسبوك ويبادر بحذف كلامه، بجبن لافت. فهل هذه هي مناقب المناضلين؟ أن يكون الرجل موسوما بالشماتة والتشفي ويزيد عليها الجبن والخوف من مجاراة النشطاء في التدوين الافتراضي؟ فأين هي "البسالة" التي أبان عليها عزيز غالي في تدويناته التي توعَّد فيها رفاقه بمجزرة "قاعة الخلد"؟ وأين هي إسقاطاته التي هدد فيها زملاءه بمحاكاة مجزرة "الرفاق" التي ارتكبها صدام حسين ضد سدنة الثورة في أواخر سبعينيات القرن الماضي؟ ألم ينشر عزيز غالي صورة لصدام حسين بعد مجزرة "قاعة الخلد"، في إشارة تهديدية مُبطنة ضد من يعارضونه في شماتته في المنتخب المغربي؟ لكن يبدو أن كل ذلك هو مجرد عبور في كلام عابر كما قال محمود درويش. فالحقيقة أصبحت ساطعة اليوم، مثلها مثل شمس الهجير في أيام الاحتباس الحراري، الذي نرزح تحته اليوم. فالمغاربة باتوا ينظرون لعزيز غالي على أنه مجرد مناضل لَيْلِي، يخرج لجداره الفايسبوكي في جنح الظلام، ليُدون خربشاته من معين التشفي والشماتة، وما أن يفطن صباحا إلى ردود الأفعال الرافضة، حتى يهرع مسرعا لحذف ما خطته جريرته. فهل هذا "النضال" هو على مقاس المثل الشعبي المغربي القائل "الراس لي ما يدور كدية"، أو كما تقول الأغنية الشعبية المشهورة "كاينة ظروف"؟ فإذا كانت هذه هي شيم عزيز غالي في النضال، فيتوجب علينا كمغاربة أن نتعامل مستقبلا بتأني كبير مع تدوينات هذا الأخير: لأن ما يكتبه الليل يمحيه النهار! وفي هذا يقول شاعر العربدة الفايسبوكي "أيها الندامى لا تقربوا الجدار ( الفايسبوك) وأنتم سكارى تحت الثمالة!!!