الخط : إستمع للمقال لا أحد يماري في أن السيدة التي خرجت مؤخرا من براثن اليوتيوب لتشتكي مسؤولين مغاربة في جزيرة قبرص، هي مجرد حمالة حطب في جيدها حبل من مسد. فالثابت أن حمق السيدة مطبقا وليس متقطعا! لأنه لا يوجد عاقل يصدق هلوسات أمال بوسعادة وهي تزعم استصدار مذكرات بحث في حق مسؤولين مغاربة، بمن فيهم المدير العام للأمن والمخابرات. فالسيدة قدمت شكاوى كيدية، وأدلت بأسماء من تحب إقحامهم في خانة المشتكى بهم، وهي تعلم في سرائرها الدفينة أن التافه عندما يريد أن يصنع لنفسه مجدا افتراضيا، فما عليه سوى أن يرمي بحصاه في مسبح الكبار. وهكذا فعلت شريدة قبرص أمال بوسعادة. قامت باختيار اسم "الحموشي"، وأدرجته في الشكاية الوهمية التي دبجها الكاتب العمومي المعتمد في نيقوسيا، وطلبت بعد ذلك استصدار استدعاءات بكل الأسماء المختلقة. ولأن قبرص هي خارج آليات التعاون الدولي، وتعيش شبه منعزلة عن العالم، فقد تم إرسال الاستدعاءات عبر وكالة لنقل الطرود والحوالات الدولية!. وهذا دليل على أن عدالة قبرص هي أشبه بأمال بوسعادة في رنين الحمق وأزيز الهلوسة. فعوض الركون لآليات التبليغ القانوني، لجأت العدالة "البوسعادية" لوكالة لنقل الطرود، ظنا منها بأن الاستدعاء القانوني مثله مثل ساعات كازيون أو سماعات الهاتف أو حمالات الأثداء، يمكن إرسالها عبر الحوالات الجوية. وبصرف النظر عن انعدام التقعيد القانوني للاستدعاء والشكاية، فإن الحقيقة الساطعة مثل عرجون النخل الباسق في السماء، هي أن دعوى أمال بوسعادة هي أشبه "بالفنكوش" في فيلم عادل إمام وميرفت أمين. فنكوش! لماذا؟ لأن عدالة نيقوسيا تعاطت مع شكاية أمال بوسعادة مثل قضايا سوء الجوار المنعدمة في جزيرة قبرص! فالسيدة تقدمت بشكاية مزعومة، وأقحمت أسماء مسؤولين مغاربة معروفين، واستصدرت استدعاءات عادية! وكان من الممكن أن تكتب أي اسم في خانة المشتكى بهم! وسيصدر حتما استدعاء بنفس الطريقة. ولنفترض مثلا أنها اشتكت بشخصية أسطورية أو تاريخيّة، مثل أيقونة الخيانة عند العرب أبو رغال الثقفي، أو رمز الكذب مسيلمة بن حبيب الحنفي الكذاب، وقتها كانت الاستدعاءات ستصدر بشكل أوتوماتيكي، وتوجه إلى اليمن وقريش حيث عاش الرجلان. ولمن يعتقد بأن هذا الكلام مجازي أو انطباعي، فما عليه سوى أن يجرب تسجيل شكاية في قبرص ضد "هامان" أو ضد "الكاهنة" أو ضد "قائد جيش الوندال"...وسوف يرى أن عدالة نيقوسيا سوف توجه استدعاءات بالأسماء التي قدمها الطرف الشاكي، بدون تحمل عناء البحث والتقصي في تاريخنا القديم. إنها بعض ملامح عدالة نيقوسيا التي تراهن عليها أمال بوسعادة لإخراج محمد زيان من السجن! ليتمتع بأموال المغاربة التي سرقها من الدعم الانتخابي المنهوب. ومن فرط السخرية، أن أمال بوسعادة تعتبر محمد زيان أستاذها! وهنا يدرك المرء جليا معنى كلام الله سبحانه وتعالى إذ قال "ضعف الطالب والمطلوب".