الخط : وأخيرا انفضح أحمد رضى بنشمسي وكشف عن حقيقته البرغماتية ودونيته الحقوقية. فالرجل أضحى هو لسان "الغرب" ومحامي "الشيطان"، بعدما انبرى يطوع "بوصلة" حقوق الإنسان لخدمة أجندات الدول الكبرى. فأحمد رضى بنشمسي صدح بها جهارا نهارا على قناة فرانس 24، وقال كل ما يشتهي الغرب الأبيض سماعه. قال إن: "منظمة حماس ارتكبت جرائم حرب ضد الاسرائيليين"! لقد خذل أحمد رضى بنشمسي الحواريين وسدنة حقوق الإنسان، وعموم من يسميهم البعض ب"الطوابرية" في إماءة ساخرة إلى فلول الطابور الخامس. ومن المفارقات الفاضحة، أن حسن بناجح كان قد خرج قبل تصريحات أحمد بنشمسي بوقت قصير، بل بدقائق معدودات، يلهج بخطاب عنوانه " بين الخذلان والعدوان"، متهما حكام بعض الدول العربية "بخذلان حماس" مستشهدا في ذلك بتصريحات للمبعوث الأمريكي السابق دينيس روس. لم يكن ساعتها حسن بناجح يعتقد أن حتى أكبر حاضنيه، في منظمة هيومان رايتس ووتش، سوف يخذله ويخذل معه منظمة حماس التي اتهمها بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية. والمثير للانتباه في هذا الصدد، أن أحمد رضى بنشمسي لم يزغ كثيرا عما نقلته وكالة رويتر عن المرشد العام الإيراني علي خامنئي، الذي تنكر بدوره لحماس وقال لها بالحرف "لن ندخل الحرب نيابة عنكم"!. فمن الذي أمعن في الخذلان اليوم؟ هل هي إيران التي باعت العجل (بالمفهوم العامي) لحماس مثلما باع السامري العجل لبني إسرائيل في زمن غابر؟ أم أن الذي أسرف في الخذلان والعدوان الحقوقي هو نفسه أحمد رضى بنشمسي؟ الذي جرد حماس من رداء "المقاومة" وأدخلها في خانة "مجرمي الحرب"؟ والأنكى من كل ما سبق، أن أحمد رضى بنشمسي لم يكن يتحدث وقتها بلسانه الشخصي فقط، وإنما كان يلوك بفمه خطاب منظمة هيومان رايتس ووتش! وهذا معناه: أن المنظمات الحقوقية الدولية، وتحديدا هيومان رايتس ووتش، تمهد الطريق ربما لإمكانية متابعة قادة حماس أمام محكمة العدل الدولية وأمام المحاكم القضائية ذات الولاية العالمية. فأحمد رضى بنشمسي شريك اليوم في "تعرية" منظمة حماس وتجريدها من طابع "المقاومة" إيذانا بتقديمها "قربانا" على مذبح الفداء الحقوقي. إنه العدوان والخذلان اللذين تحدث عنهما حسن بناجح! فهل سيهاجم هذا الأخير أحمد رضى بنشمسي ويتهمه بالخذلان والعدوان أم أنه سيطبق فمه ويسكت مثلما سكت مذلولا عندما احتضنت قناة ريفيزيون سلوان موميكا مضرم النار في القرآن الكريم؟ أو ربما سيعمل حسن بناجح بمقاصد البيت الشعري الشهير لشاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري الذي قال فيه "وحين تطغى على الحران جمرته فالصمت أفضل ما يطوى عليه فم". أو لعله زمن الخريف الحقوقي، الذي تتساقط فيه أوراق التوت تباعا عن عورة أولئك الذين حولوا "حماس" إلى أيقونة النضال، وأسدلوا على الملثم "أبو عبيدة" لقب "أبي كبيدة" تيمنا وتعلقا به في الفايسبوك. والمفاجأة الأولى، أو بالأحرى الصدمة الكبرى، كانت من داخل جبهة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان. فقد كانت باكورة هذا الخريف الحقوقي، هي تدوينة عزيز غالي التي طالب فيها "بالفرز"، في إشارة إلى ضرورة الرد على تصريحات أحمد رضى بنشمسي! فعزيز غالي أحس بالخذلان من رفيقه الحقوقي أحمد رضى بنشمسي، وأعلن البراء من تصريحاته، وعدم الولاء لراية منظمة هيومان رايتس ووتش بعد اليوم. فهل سينحو منحاه حسن بناجح ومعه جماعة العدل والإحسان، أم أن "التقية" هي السبيل الأنجع للتعامل مع هكذا أزمات وتضارب في المصالح والكفايات والغايات؟ أكيد أن تصريحات أحمد رضى بنشمسي كشفت حقيقته البرغماتية: فالرجل ليس بحقوقي ولا مدافع حقيقي عن الحريات، هو فقط رجل يتقاضى أجره بالدولار ويخدم مصالح أصحاب الدولار. وهنا بيت القصيد: فهل الدولار الأمريكي والشيكل الإسرائيلي هما المحددان الوحيدان في توجيه بوصلة حقوق الإنسان؟ وهل سيبقى وايحمان وحسن بناجح وعزيز غالي ومن يسير في ركبهم وركابهم يشنفون أسماع المغاربة بتقارير هيومان رايتس ووتش؟ من المؤكد أن "تواطؤ" أحمد رضى بنشمسي سيهز أركان أدعياء حقوق الإنسان، فهو الذي اضطلع منذ زمن بعيد بدور "جسر تدويل قضايا حقوق الإنسان بالمغرب". فماذا سيقول اليوم للرفاق والإخوان، الذين يرون في حماس وقطاع غزة طوق مقاومة النسيان؟ الوسوم إرهاب إسرائيل جماعة العدل والإحسان حماس غزة