اعترف ألبيرتو نونييز فيخو، زعيم الحزب الشعبي (PP)، خلال إلقائه لكلمة أمام تجمع لأنصاره احتفالا بتصدر نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت الأحد المنصرم في البلاد، بصعوبة تشكيل الحكومة، في ظل ما أسفرت عنه صناديق الاقتراع والتي كان مخالفا تماما للتوقعات التي منحت للحزب الشعبي الصدارة بأغلبية مريحة. فبعد فرز إجمالي الأصوات، حصل حزب الشعب (PP) الذي يتزعمه المحافظ ألبرتو نونيز فيخو على 136 مقعدًا من إجمالي 350 في مجلس النواب وحزب فوكس اليميني المتطرف، حليفه المحتمل الوحيد، على 33 مقعدًا، فيما حصل الحزب الاشتراكي بقيادة سانشيز على 122 مقعدا، وحزب سومار، حليفه اليساري الراديكالي، على 31 نائبا، وتوزعت باقي المقاعد على أحزاب غالبيتها تنتمي لتحالف اليسار، ما يرجح كفة سانشيز على فيخو. وبالرغم من اعترافه بصعوبة تشكيل الحكومة في ظل النتائج الحالية، عاد فيخو للتأكيد لأنصاره على أنه لن يستسلم بشأن تشكيل الحكومة، وأنه سيحاول بكل جهد أن يشكل "حكومة إسبانية منسجمة" على حد تعبيره. وحدّد فيخو في كلمته الأحزاب التي سيبدأ معها التفاوض لتشكيل الحكومة، وهي حزب "فوكس" اليميني المتطرف، والحزب الوطني الباسكي (PNV) الذي حصد 5 مقاعد، إضافة إلى حزبي الائتلاف الكناري (CC) واتحاد الشعب النافاري (UPN) اللذين حصدا مقعدا واحدا لكل منهما في الانتخابات العامة الإسبانية. وإذا فشل فيخو في إقناع هاته الأحزاب من أجل تشكيل الحكومة، فإن الفرصة ستعطى للحزب العمالي الاشتراكي الذي تبدو مهمته أقل صعوبة من الحزب الشعبي، حيث أن عدد المقاعد المحصل عليها من طرف الكتلة اليسارية في هذه الانتخابات هي 169، وسيكون بحاجة فقط لسبعة مقاعد للوصول إلى الأغلبية التي تخول تشكيل الحكومة. وكانت صحف إسبانية قد أعلنت أمس الإثنين، أن جام أسنس النائب البرلماني السابق عن حزب "En Comú Podem" قد بدأ المفاوضات مع كارلوس بوتشدمون زعيم حزب "junts per catalunya" "معا لأجل كتالونيا"، نيابة عن حزب يولاندا دياز زعيمة تحالف سومار، لمحاولة إعادة تشكيل الحكومة الائتلافية بقيادة بيدرو سانشيز، ما يكشف رغبة التحالف اليساري في الاستمرار في قيادة الحكومة لولاية أخرى بالنظر لما أفرزته صناديق الاقتراع.