يبدو أن صدر هشام جيراندو، الهارب من العدالة المغربية في كندا، لم يتحمل عبارات الاختلاف الصادرة عن ناشطات مغربيات على الفايسبوك، فانبرى يتوعدهن تارة بالحبس وتارة أخرى بإعلان النفير العام في صفوف المتابعين الافتراضيين، والذين دعاهم للانخراط في حملة "السينيال" لإعدام صفحاتهن على منصات التواصل الاجتماعي. والمثير للسخرية أن هشام جيراندو الذي يستأسد أمام قناته على موقع "التيك توك"، ويتظاهر بأنه ينافح عن حرية التعبير، لم يستطع أن يجاري السجال الافتراضي والتدوين المضاد من جانب ناشطات مغربيات، مما جعله يكشف عن معدنه الحقيقي: "رعديد في الواقع وصنديد وهمي في شبكات التواصل الاجتماعي". وقد أثارت هذه التدوينات الأخيرة لهشام جيراندو موجة استهجان من طرف عدد من المعلقين والمتفاعلين مع هذا الموضوع، واعتبروا تهديده بسجن "المختلفين معه من النساء جبن ومؤشر على ضعف كبير لديه في التواجهية في النقاش على شبكات التواصل الاجتماعي". وذهب كثير من المعلقين إلى حد مطالبة متابعي صفحة هشام جيراندو بالانسحاب، من منطلق أن هذا الأخير يتعامل معهم على أنهم "مجرد ذخيرة أو بعبع يخوف بهم من يختلفون معه في الرأي وفي النقاش العام على شبكات التواصل الاجتماعي". أما فريق آخر من المهتمين بهذا النقاش، فقد رأوا في تهديدات هشام جيراندو لناشطات مغربيات بأنه "مجرد أثر عرضي للوهم الذي تسوقه أحيانا مواقع التواصل الاجتماعي. فالرجل يتوهم ببلادة بأن المتابعين هم جيش حقيقي يمكن تجييشه ضد الخصوم في وسائط الاتصال الاجتماعي". أما المناصرين للحقوق الفئوية للنساء، والمتشبعين بالفكر الحقوقي، فقد اعتبروا "هشام جيراندو حالة افتراضية مركبة ترزح تحت ازدواجية مرضية"، إذ من غير المستساغ، بحسبهم، أن يتظاهر شخص بكشف الفساد وهو في الوقت ذاته يناهض حقوق النساء المختلفات معه، ولا يستطيع حتى مجابهتهن في النقاش، بل ويتجاسر ويهددهن بالحبس و"السينيال". يذكر أن هشام جيراندو، الذي ظهر مؤخرا في سياق الإفرازات الموسمية التي تخرج بين الفينة والأخرى من رحم الفايسبوك، كان قد أعلن الحرب على صحافية وناشطة حقوقية بسبب كشفهما لمغالطاته على منصات التواصل الاجتماعي، مما دفعه إلى حد "إهدار دمائهما افتراضيا من خلال الدعوة لإعدام صفحاتهما على موقع فايسبوك".