كل المنظمات الدولية، والهيآت الإقليمية والاتحادات القارية أشادت بنجاح المغرب في إقناع الإخوة الأعداء في ليبيا بقبول خارطة الطريق نحو الانتخابات، إلا الجزائر وإعلامها، ومحللوها وصحافيوها وكتبة الأعمدة فيها. فالأمم المتحدة أشادت بالاتفاق بين أعضاء لجنة 6+6 والجامعة العربية، جمعا وفردا أشادت بالحنكة المغربية في الوصول إلى الحل والاتفاق على قاعدةٍ ديموقراطيةٍ للحل السلمي لنزاع طال عقدا من الزمن... والاتحاد الإفريقي والأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي صفَّقا للإنجاز المغربي، وبالجهود التي بذلتها الرباط منذ 2015 لايجاد حد أدنى مشتركا بين المتصارعين.. والدول الأوروبية، وأخرها هولاندا أشادت بالاتفاق ،،،، والتمثيليات الديبلوماسية في الرباط وفي طرابلس وفي عواصم القرار الدولي كما ورد في قصاصات الأخبار «غرَّدت» و «فَسْبكَت» و«استَغرمَتْ» بالتهنئة والإشادة والشكر ولعل االنموذج جاءنا من سفارتي بريطانيا العظمى وإيرلندا بالرباط، اللتان أشادتا في تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، باحتضان المملكة لأشغال اللجنة المشتركة "6 + 6" المكلفة من مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة بهدف إعداد القوانين الخاصة بالانتخابات البرلمانية والرئاسية في ليبيا. وأشادت التمثيلية الدبلوماسية لبريطانيا العظمى... في طرابلس، في بلاغ مشترك مع سفارات الولاياتالمتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، بجهود المغرب حول القوانين المنظمة للانتخابات... وهناك سفارات غيرها هنأت بدورها المغرب على قيادته السفينة الليبية من بين الحراب والقنابل والدبابات إلى بر الأمان (ولعل البرلمان لم يكن يعني بر الأمان كما هو عليه الأمر اليوم في الحالة الليبية)... إلا الجزائر ما زالت تحلم باستمرار الحرب الأهلية والخراب الوطني في القطر الليبي الشقيق. وما زالت صحافتها تعرب عن هذه الرغبة العميقة في تشتيت الجهود الدولية لحل الخلاف في البلاد المجاورة لها، والتي يتدخَّل عبد المجيد تبون ورئيسه سعيد شنقريحة في شؤونها بلا رادع. والترجمة جاءت من صحيفة «الجزائر اليوم »، المحسوبة كغيرها على ثكنة الحكم في الجارة الشرقية التي عنونت مقالها ب«خيبة بوزنيقة تزيد من عزلة النطام المخزن»!!!!! واعتبرتاه «نظام المخزن »... «فشل وكالعادة في التوفيق بين الفرقاء»!!! كما لو أن كلب العالم لم ير ما يراه نظام مصاب بحب الأشباح! ولعلها شعرت أن تغذية الحروب في خدمة مصالحها، لأن العمل الديبلوماسي الوحيد الذي تدركه هو تفتيت وحدة البلدان المغاربية وترابطها الوطني.. لاسيما بعد أن تدخلت بلا رادع في الشؤون الداخلية وطالبت السلطات في ليبيا بحل المجلس الأعلى للأمازيغ الليبيين!!! و«وَشَتْ» بهذا المجلس لدى الإدارة الأمريكية في رسالة شهيرة اتهمته فيها بأنه يأوي الإرهابيين!! وحاولت التدخل المباشر في المنطقة الآهلة بال«طوارق» لأن خوفها الكبير من «لقْبايل» الأمازيغ في شمالها يجعلها تعتقد بأن أي تجمع أمازيغي سيصيبها بالعدوى!! إزاحة الجزائر ونظامها من أي حل أو مشاورات تخص الملف، هو في العمق تعبير عن تآكل وزنها الديبلوماسي الإقليمي قبل الدولي، وخوفها من تحرر الشعوب المغاربية وهو ترجمة لأزمتها العميقة التي تنذر بأوخم العواقب على المنطقة... وللخوف بقية!