تعيش فرنسا، في الأشهر الأخيرة، على وقع احتجاجات اجتماعية كبيرة من طرف المواطنين، لرفضهم إصلاح نظام التقاعد المثير للجدل، وهي الاحتجاجات التي قابلتها الشرطة الفرنسية بالعنف والتنكيل والاعتقالات. وحسب ما نشرته جريدة "لوموند" الفرنسية، فإن السلطة التنفيذية تضع الشرطة وقياداتها في قلب استراتيجيتها لمواجهة الاحتجاجات الاجتماعية، لا سميا الاحتجاجات ضد إصلاح نظام التقاعد المثير للجدل، باستخدام الطائرات بدون طيار في المظاهرات. وأوضح المصدر ذاته، أنه يتم إعطاء الأوامر المناهضة لصفارات الاستهجان أو ضد قرع الأواني، وتضاعف القرارات عند حدود الشرعية عندما لا تكون غير قانونية. وأضافت "لوموند" أن استخدام الطائرات بدون طيار أتى في أعقاب قرارات عدد من محافظي الشرطة بتطبيق تشريع لمكافحة الإرهاب لمنع المتظاهرين من قرع المقالي أو الأواني خلال الزيارات الميدانية، للرئيس إيمانويل ماكرون، حيث تم تعليق سلسلة من أوامر المحافظات من قبل المحاكم. وأشارت الجريدة، إلى أن يوم الجمعة، منع قائد شرطة باريس بدوره مسيرة نقابية بالقرب من ملعب فرنسا، الذي احتضن يومها مباراة نهائي كأس فرنسا لكرة القدم، حيث أراد الاتحاد العام للشغل توزيع الصفارات والبطاقات الحمراء على الجماهير في وجه الرئيس إيمانويل ماكرون. وتابعت "لوموند" القول إن إيمانويل ماكرون قدم نفسه في المقابلة التلفزيونية التي أجراها يوم 22 مارس الماضي، على أنه ممثل حزب حفظ الأمن والنظام العام. منذ ذلك الحين، وضع رئيس الدولة الاحتجاجات الصاخبة ضده وإصلاحه المثير للجدل لنظام التقاعد خارج "الإطار المدني والديمقراطي للخلاف". يشار إلى أن العديد من المحللين للشأن السياسي الفرنسي، يؤكدون على أن فرنسا أصبحت دولة بوليسية، بمعنى أنها تستخدم الشرطة بشكل مفرط للحد من حرية التظاهر.