أثار توقيف الأمن التونسي لراشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة المعارضة للرئيس قيس سعيد، ردود أفعال قوية، منددة بقمع هذا الرئيس للأصوات المعارضة. وانضاف توقيف الغنوشي، إلى عشرات القادة السياسيين القابعين في سجون تونس، بعدما واجهوا انقلاب الرئيس قيس سعيد على الدستور، وإحكام قبضته على سلطات البلاد. وفي هذا الصدد، قال رئيس جبهة الخلاص الوطني أحمد نجيب الشابي، تعليقا منه على ذلك، إن ما تعيشه تونس اليوم "حالة عبثية"، معتبرا أن "اقتحام بيت الغنوشي وتفتيشه وتوقيفه، دون احترام أدنى الإجراءات دليل على لخبطة في أخذ القرار السياسي في البلاد". وأفاد الشابي، في حديثه مع قناة "العربي" الإخبارية، أنه "على مدى السنة ونصف الماضية سحب المواطن التونسي ثقته من الرئيس قيس سعيد، ورفض الانخراط في مشروعه السياسي من خلال الاستفتاء والمشاركة في الدورات الانتخابية". وأكد المتحدث، أن الأزمة السياسية الحالية بتونس، تأتي بالموازاة مع أزمة اقتصادية واجتماعية ومالية مستفحلة، فضلا عن انحصار الدولة، مشددا في هذا الصدد، على أن سعيد "فقد قوته السياسية، فيما تحتل جبهة الخلاص الوطني الفضاء السياسي". وعن فرضية إيقافه هو الآخر، بعد توقيف زعيم حركة النهضة، قال الشابي: "لا يوجد مبرر لإيقافي، لكن في إطار سيادة اللامنطق، فإن كل شيء وارد"، مذكرا بأنه كان في لقاء مع الغنوشي قبل الإفطار بقليل يوم أمس أي قبل لحظات من توقيفه. ولفت المتحدث، في حديثه مع قناة "العربي"، إلى أن تونس تعاني من عزلة كاملة على المستوى الخارجي، بينما تقف الدولة عاجزة عن وضع حد لهذه الأزمة وإدارتها. وفي نفس السياق، أوردت برقية من وزير الداخلية التونسي كمال الفقي، أنه تقرر اليوم الثلاثاء منع الاجتماعات بكل مقرات حركة النهضة بكامل تراب الجمهورية وتحجير الاجتماعات أيضا بمقرات جبهة الخلاص بتونس الكبرى.