صدرت مؤخرا دراسة أثارت ضجة واسعة على الصعيد العالمي، وتفيد بأن حركة اللب الداخلي للأرض قد تغيرت، مرجحة توقف دورانه، وهو ما جعل العديد من الناس يربطون بنتائج هذه الدراسة ونشاط الزلازل، سيما الزلزال المدمر الذي عاشته اليوم كل من تركيا وسوريا، والذي سجل مستويات قياسية، وعدد ضحايا بالآلاف بين قتلى ومصابين ومفقودين. ونفى رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية جاد القاضي، في تصريح إعلامي له، أن تكون للزلازل المتتابعة التي عرفها العالم خلال الساعات الأخيرة أي علاقة بالدراسة المنشورة حول تغيّر دوران الأرض، مضيفا "الزلازل التي تتعرض لها عدد من الدول العربية خلال الساعات الأخيرة، تأتي لأن تلك المنطقة تحتوي على نشاط جيولوجي قوي، وهناك حزام به نشاط زلزالي من تركيا شرقاً وحتى اليونان يطلق عليه (القوس الهيليني) دون أي ربط بين ذلك وبين تغيّر دروان الأرض أو الدراسة المنشورة سلفاً". علاقة بالموضوع، نشر المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفزيقية في صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك صورة توضح الوضع الجيولوجى والتركيبي للمنطقة التي حدث فيها الزلزال، موضحين أنّ مركز الزلزال بالقرب من تقاطع فالق كبير (شرق الأناضول) مع تركيب البحر الميت. في نفس السياق، ربط العالم الجيولوجي محمد الجزار الزلازل المدمرة التي شهدتها كل من تركيا وسوريا، بطبيعة منطقة البحر المتوسط، مؤكدا أن هذه المنطقة عرضة طوال الوقت لهزات أرضية، و"ليس هناك أي ربط مع الدراسة التي تشير لتغيّر حركة اللب الداخلي للأرض" يضيف محمد الجزار. وقدم العالم الجيولوجي في تصريح إعلامي له، شروحات حول حركة الزلازل، مؤكدا أن "الأرض عبارة عن ثلاثة أجزاء (القشرة والجزء الصلب واللب)، الأخير فقط هو الجزء المتحرك، وبالتأكيد أي تغيير في حركته سيكون له عواقب وخيمة على الكرة الأرضية كلها، ولكن تلك الزلازل علاقتها ليست إلا بطبيعة المنطقة". وخلصت نتائج الدراسة، التي أصدرها باحثون في مختبر "SinoProbe" بجامعة بكين، إلى كون "اللب الداخلي لكوكب الأرض ربما توقف عن الدوران خلال العقد الماضي"، مقدمة فرضية انعكاس دورانه في الوقت الحالي. وأكدت الدراسة كذلك إلى كون البيانات من عام 1964 إلى 2021 تشير إلى العثور على زلازل متكررة قوية، بما يكفي لإنتاج موجات زلزالية يمكن أن تخترق النواة الداخلية للأرض، كما أوضحت الرسوم البيانية للزلازل وجود انعكاس شبه كامل للموجات الزلزالية، على دوران النواة، الذي تفوق سرعته حركة القشرة الخارجية للأرض. وللتعقيب على نتائج هذه الدراسة، اعتبر رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية شريف الهادي أنها "غير مؤكدة حتى الآن"، مضيفا "فما حدث هو نمذجة فقط للأرض بحسابات أوضحها المسؤولون عن الدراسة، غير أن حساباتهم حتى الآن لا يوجد أي تأكيد لها، وفي حال كانت حسابات تلك الدراسات مؤكدة فبالتأكيد الانهيارات والأنشطة الزلزالية ستحدث في كافة بقاع العالم، وليس في منطقة محددة، ومعروف عن طبيعتها أنها مُعرّضة لنطاق الهزات الأرضية القوية منذ قديم الأزل".