التخلص من السفينة بإلاغراق في المحيط الأطلسي: كان هناك تنسيق حول جثة حاملات الطائرات "فوش" بين فرنسا صاحبة الحاملة والبرازيل التي اشترتها ام 2000، وخرجت من الخدمة عام 2018 ، و تعذر تفكيكها كما تدعي فرنسا و البرازيل، والحقيقة أنه ليس هناك ما هو غير قابل للتفكيك، فقط مسألة كلفة اقتصادية التي ترفض الدول الرأسمالية الجشعة دفعها. وهنا جاءت "عبقرية" فكرة نسف هذه السفينة و إغراقها في مياه المحيط الأطلسي. لوبوان والفيغارو يفضحان المستور: حسب مجلة لوبوان و مجلة الفيغارو ا الفرنسيتين اشترت البحرية البرازيلية هذه السفينة و عمدت إلى نزع سلاحها عام 2018، بعد أن سئمت من محاولات جعلها تنجح في تأمين الخدمة الفعلية المرجوة منها، لتبيعها عام 2021 لحوض بناء السفن سوك دنيجيليك في تركيا، حيث كان من المقرر تحويلها إلى خردة لاستخدام المواد المصنوعة منها في أغراض أخرى، غير ان تركيا وتحت نصيحة وتحذير الخبراء ومعرفتهم بمكوناتها الخطيرة رفضت السماح لها بالرسو في مياهها ، نظرا لكميات ما تحتويه من مواد سامة. عادت هذه السفينة إلى البرازيل وتحت ضغط الراي العالمي منعت السلطات البرازيلية مغادرة السفينة لمياهها، مع حظر وصولها إلى موانئها العسكرية والمدنية، ومنذ نهاية عام 2022 وهذه السفينة تدور في دوامة قبالة سواحل البرازيل تقطرها شركة هولندية مدفوعة من حوض بناء السفن التركي، في انتظار قرار السلطات البرازيلية بشأنها. وهنا لابد من رصد أربعة اختلالات في هذه الفضيحة البيئية بحجم عالمي: 1 بقيت حاملات الطائرات فوش" تبتعد عن الشواطئ دون إذن، مما دفع وكالة بيئية في برازيليا أن تطلب من البحرية البرازيلية التصرف، وهو ما دفع هذه الأخيرة للسيطرة عليها دون إعطاء مزيد من التفاصيل. 2 يعرف العالم اجمع ان هذه السفينة مكونة من هيكل يبلغ طوله 266 مترًا، وبها مادة الأسبستوس والدهانات السامة. 3 وفقًا للعديد من المنظمات البيئية، تقرر من قبل بتنسيق فرنسي برازيلي إغراق هذه السفينة أو نسفها، 4 تم التخلص من هذه "العبوة السامة" بالمحيط الأطلسي اي حل يمثل كارثة بيئية، خطورة المواد السامة و بشاعة الفعل: لمعرفة خطورة ما تحتويه هذه السفينة من خطر، هناك دراسة أميركية تحذر من كارثة صحية بسبب الأسبستوس، حيث حذرت هذه الدراسة من أن 10 آلاف أميركي يموتون سنويا بسبب أمراض متعلقة بمادة أسبستوس لأن استنشاق هذه المادة يؤدي إلى الإصابة بالسرطان وأمراض أخرى. وقد استخدمت مادة أسبستوس على نطاق واسع حتى حقبة السبعينيات في صناعة مواد مقاومة للحريق وأخرى عازلة، بمعنى ان "فوش" تحمل الأطنان منها. ان فرنسا التي تعطي الدروس في البيئة للدول وخاصة الإفريقية منها بحسب لوفيغارو فإن بلدها دفن على عمق 500 متر.. نفايات سامة تهدد مياه أوروبا الجوفية، كما أكدت نفس المجلة أن موقع "ويتلسام" بفرنسا -الذي تبلغ مساحته 200 كيلومتر مربع- دفن فيه 40 ألف طن من الزرنيخ والأسبستوس وملوثات أخرى على عمق 500 متر تحت الأرض، مما يهدد مياه أوروبا الجوفية. لقد كان قرار فرنساوالبرازيل في اختيار اسهل كلفة للتخلص من حاملات الطائرات فوش" حسب منظمات الدفاع عن البيئة قرارا خطيرا على البيئة وسلوكا ستعتمده دول أخرى في المستقبل، و رغم تحذير النيابة العامة الفدرالية في البرازيل التي حاولت وقف العملية، من تداعياتها مشددة على أن حاملة الطائرات هذه "تحوي راهنا 9,6 أطنان من الأسبستوس مادة سامة تسبب السرطان ، إضافة الى 644 طنا من الحبر ومواد أخرى خطرة". هل من الأخلاق اعطاء الدروس؟!. لقد أصدرت منظمات غير حكومية أخرى مدافعة عن البيئة التحذيرات نفسها من بينها غرينبيس وسي شيبرد وبازل أكشن نتوورك. ونددت هذه المنظمات في بيان مشترك "بانتهاك ثلاث معاهدات دولية" حول البيئة مشددة على أن هذه العملية ستلحق أضرارا "لا تعد" مع "تأثير على الحياة البحرية والمجتمعات الساحلية" والخلاصة ان فرنسا لا يحق لها اخلاقيا وسياسيا ان تعطي دروسا في حماية البيئة، فهي من بين الدول الأشد تدميرا لها.