اختارت إدارة اليومية الباريسية "لوموند" تأجير صفحاتها وقرائها للانفصاليين في جبهة البوليساريو. وقد اختارت اليومية الفرنسية، التي تصر على تقديم نفسها كمرجعية في أخلاق الصحافة والفكر، استضافتها في مؤتمر جبهة الانفصاليين فوق التراب الجزائري لتمرر دعوات واضحة وصريحة للعمليات الانتحارية داخل المغرب... انطلاقا من العنوان، كان المقال الذي نشرته اليومية بقلم صاندرين موريل، مبعوثتها الى "الداخلةالجزائرية" في أطراف تندوف، كله تسويغ للتحريض على الحرب والإرهاب، حيث عنونت المقالة ب"الضغط من أجل تصعيد الحرب". تنقل اليومية الدعوات على لسان من سمته مدير الشباب في وزارة البوليساريو، والذي يعترف بمعية آخرين بأنهم من المسلحين، وأنهم شاركوا في قطع الطريق بالكركرات كجنود، وهم بذلك يكذبون الأطروحة التي بنتها فلول الإنفصال عن طرق الكذب والادعاء أن طريق الكركرات كان يتظاهر فيها المدنيون...!. ولكن الأنكى من كل ما سبق هو أن يومية «لوموند» تنقل على لسانه وألسنة غيره "أنه لا يجب أن نقف عند مهاجمة حدود المغرب بل علينا أن نهاجم بنياتة التحية في الداخل" ويضيف بلغة تحريضية واضحة على الاعمال الانتحارية: "علينا أن نفكر في استعمال الانتحاريين" وهو بذلك يدعو إلى الإرهاب والتفجيرات داخل المغرب... هؤلاء الانتحاريين أمثال الذين صرخت لوموند ضدهم عندما ضربوا الباطاكلان وضربوا شارل إيبدو وضربوا بروكسيل...! طبعا المغرب يعرف قيمة هذه التصريحات الانفصالية ويعرف حقيقتها في الميدان والأجهزة المعنية من أنشط الأجهزة يقظة في العالم. لكن الذي لا يمكن التغافل عنه هو أن تعطي «لوموند» الفرصة لتمرير خطاب الإرهاب. ماذا يقول القانون الفرنس يحول تمجيد الإرهاب؟ يقول ما يجبر اليومية على سحب التصريحات والعبارات ذات الحمولة الإرهابية في الحال، هذا القانون رقم 2022-1159 الصادر في 16 غشت 2022 ينص على إجبار النشارين وأصحاب المواقع على سحب كل ما يحمل دعوة إلى الإرهاب! لقد سبق لليومة أن كتبت بأن «المعركة ضد الإرهاب هي امتحان حقيقة». والواضح أنها فشلت فيه مع أول أمر جاءها من الدولة العميقة في فرنسا، التي تريد إشعال المنطقة لو استطاعت..! خط "لوموند" التحريري الحالي هو خط بدأ في الجزائر وعلى لسان مسؤولين جزائريين، من داخل التراب الجزائري، وكانت وقتها القنوات الجزائرية أو المواقع هي التي تتولى نقل التحريض الإرهابي. اليوم نحن أمام حالة صحيفة غربية تدعي أنها جعلت من نشر الحقد والكراهية والعنف والإرهاب خطوطا حمراء. صحيفة لا أحد ينكر قربها من صناع القرار في الإليزيه والخارجية. هي التي ألغت نشر مقال رأي لصاحبه بول ماكس موران حول الجزائر تسبب في غضب رئيس الجمهورية مانويل ماكرون، هذه الجريدة التي تعتبر بضعة جمل أو خطبة لرجل مجهول يحمل لحية عادية دليلا على الإرهاب، وتطالب بترحيله، هي نفسها التي تنشر وتمنح منبرها لرفع صوت الإرهاب والعمليات الانتحارية. إن الخطاب الذي نقلته «لوموند» هو كذلك امتداد لخطة عادة ما تفكر بها المخابرات الجزائرية، وقد سبق لخالد نزار قائد الأركان في الجيش الجزائري ووزير الدفاع فيه، أن تحدث عنها منذ شهور في حوار مع النهار الجزائرية، وهي خطة النظام الجزائري لضرب المغرب من الداخل. وقد اعترف وقتها بأن الرئيس السابق الشادلي بن جديد هو الذي رفض.. تنفيذها! وكان المقصود منها عرقلة بناء المغرب للجدار الأمني في صحرائه. وقد تم الإعداد لها في بشار.. وقد تجددت الدعوة مؤخرا على لسان وزير سابق، المدعو عبد الرحمان بلعياط الذي دعا صراحة إلى عمليات إرهابية وضرب المغرب في الداخل واستهداف مصالحه في الخارج، أي كل ما يشكل خارطة الإرهاب في العالم. اليوم والجدار الأمني يفشل كل مخططات العسكر الجزائري ويزيد من يأس الانفصاليين، عادت الحمى الإرهابية لتثبت للعالم الطبيعة الإرهابية للتنظيم الانفصالي الذي يتم احتضانه في قصر المرادية.. ولعل العالم يتابع اليوم ما يثبت جدية الدعوات التي تتزايد في العالم، وآخرها دعوة المدعي العام الأمريكي السابق مارك برنوفيتش لوضع البوليساريو على لائحة الإرهاب والنظام العسكري راعيا له!. هي ذي صحيفة لوموند التي تعطي الدروس وهي تفشل في امتحانها!