لقي الإنجاز التاريخي للمنتخب المغربي بمنافسات بطولة كأس العالم (قطر-2022)، إشادة دولية واسعة، بما حققه كأول فريق إفريقي وعربي يصل إلى النصف النهائي في هذا المونديال. ولم يقتصر الانتصار غير المسبوق لأسود الأطلس على المنتخبات العالمية، مثل إسبانيا والبرتغال، على الجانب الرياضي، بل حمل في طياته العديد من الرسائل. وعلاقة بهذا الموضوع، قال المحلل الرياضي مصطفى البيوضي، إن "ما قدمه المنتخب المغربي يسقط الأحكام المسبقة عن الكرة المغربية، ويؤكد أن لاشيء مستحيلا، عكس ما كان يشاع، حينما كانت المنتخبات القوية تعتبر أن الألقاب ستبقى حكرا عليها". وأوضح البيوضي، ضمن تصريح ل''برلمان.كوم"، أن المنتخب المغربي لكرة القدم، استطاع بجدارته والقوة التي أبان عنها، أن يمحو الأفكار المسبقة لمختلف الفرق المتوجة سابقا عن المنتخبات العربية والإفريقية. وبالموازاة مع ذلك، أفاد المحلل ذاته، أن الإنجاز التاريخي لأسود الأطلس ضمن العرس الكروي العالمي، يحمل رسائل ثقافية وحضارية، إذ أظهرت شاشات التلفزيون عبر العالم حسن تنظيم المغاربة وأخلاقهم ورقيهم في الاحتفال بمنتخبهم الوطني. وفي هذا الصدد، أشار المتحدث، إلى العلاقات المتينة التي تجمع أسود الأطلس بعائلاتهم حينما احتفلوا رفقة أمهاتهم على أرضية الملعب، وهو الأمر الذي لقي استحسان الجمهور العربي والدولي المتابع لمجريات منافسات مونديال قطر. كما سلط البيوضي الضوء كذلك، على احترام الجمهور المغربي لشروط الإقامة بدولة قطر، إلى جانب التزامه التام بتعليمات السلطات والمنظمين، ملفتا إلى السلوك الحضري للجمهور المغربي داخل ملاعب كأس العالم. وخلص المحلل الرياضي، ضمن حديثه مع الموقع، إلى أن الانتصار المغربي ضمن مونديال قطر بعث رسالة إلى العالم مفادها أن العرب والدول الإفريقية بإمكانهم رفع التحدي في مختلف المجالات. وحطم المنتخب المغربي، مجموعة من الأرقام القياسية في مونديال قطر إلى غاية الآن، حيث أصبح المغرب أول منتخب عربي وإفريقي يتأهل إلى نصف نهائي كأس العالم، بعد فوزه يوم السبت الماضي على المنتخب البرتغالي بهدف نظيف.