عيّن الملك محمد السادس قبل قليل، في ختام أشغال المجلس الوزاري الذي ترأسه عشية هذا اليوم، وطبقا لأحكام الفصل 49 من الدستور، سفير المغرب بفرنسا، محمد بنشعبون، مديرا عاما لصندوق محمد السادس للاستثمار. وتعطي هذه الخطوة التي أقدم عليها جلالة الملك، من خلال سحبه لسفيره بفرنسا بأسلوب ذكي جدا وتعيينه في هذا المنصب الجديد، صورة على البرود الذي تعرفه العلاقات بين الرباط وباريس. وتعتبر هذه الخطوة، دليل آخر على أن علاقة المملكة المغربية بفرنسا، ليست على ما يرام، في انتظار تعيين المغرب لسفير جديد بباريس، والذي قد يتأخر لفترة أطول في ظل الوضع الحالي. ولعلّ ما يوضح ويجسد هذا البرود في العلاقات بين الرباط وباريس، كون محمد بنشعبون من أسرع السفراء في تاريخ العلاقات بين البلدين، الذين عادو بعد فترة قليلة من تعيينه في منصبه كسفير يوم 17 أكتوبر 2021، أي بعد سنة فقط من الآن، علما أن التقاليد الدبلوماسية بين المغرب وفرنسا، اعتادت أن يتم تعيين سفير من حجم هام، يكون في الغالب من حجم وزير سابق لقطاع مهم. ومحمد بنشعبون، هو سياسي واقتصادي مغربي، كان يشغل منصب وزير الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة في حكومة سعد العثماني، بعدما عين من طرف الملك محمد السادس يوم الاثنين 20 غشت 2018، وزيرا للاقتصاد والمالية، ويشغل الآن منصب سفير المغرب بباريس خلفاً ل شكيب بنموسى. كما تم تعيينه في غشت 1996، مديرا في إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة، حيث كان مكلفا بتنسيق المشاريع الشاملة لعدة قطاعات لصالح وزارة الاقتصاد والمالية، ويعتبر كذلك خبيرا معتمدا لدى صندوق النقد الدولي منذ سنة 2005، قبل أن يعينه الملك محمد السادس في سنة 2008، مديرا عاما لمجموعة البنك الشعبي المركزي.