لم يتردد المسؤول الجزائري ، المهووس بالمغرب المدعو عمار بلاني في الاستهتار بدول عربية مركزية، مثل مصر والسعودية والامارات والبحرين ، وهذا الرجل الذي ضحت به الطغمة العسكرية من اجل القمة، وذلك بتنقيله الى بناية وزارة الخارجية بتكليفه بالامانة العامة فيها عوض المنصب الفانطاستيكي الذي كان مكلفا فيه «المغرب العربي والصحراء» اقترف في دفاعه عن ايران. ما ما لم يعد مستساغا في العلاقات الدولية. وأصل الحكاية أنه أراد الرد على الخارجية المغربية والاعلام المغربي ،الرسمي منه وغير الرسمي، في قضية اللائحة العربية حول التدخلات الايرانية في الدول العربية. وهذا المهووس، «شاف المغرب... ما شاف الحافة» ! وصرح لاعلام نظامه المعسكر بأن المغرب يدَّعي انتصارات في قضية تجنيد الأطفال ودعم الحركات الانفصالية من طرف ايران وأن ذلك من باب «الانتصارات الوهمية والادعاءات الرعناء.. والمزاودات (كذا) السياسية »! واذا كنا قد اعتدنا هذه الهرطقات بخصوص المغرب ولم تعد تهز البلاد، فقد تجاوز الحدود مع دول عربية عضو في اللجنة العربية الخاصة بتدخلات إيران في العالم العربي ودعم النزاعات القبلية فيه والحركات الانفصالية.. وقال في تعليق على لائحة القرار التي صاغته هذه اللجنة واعتمده مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، بأنها مثلت «خروجا عن المبادئ الاممية». كما استصغر الدول الاعضاء واعتبرها تشتغل ضد المصلحة العربية وضد القضية الفسطينية!!!. ففي البند الاول من البلادة العامة اتهم لجنة التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، و الدول التي تشكلها، أي مصر والسعودية والإمارات والبحرين، إضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية، بأنها لا تحترم مبادئ الأممالمتحدة وقال بلاني « ما ورد في ديباجة اللائحة، لا يعكس المبادئ الأساسية التي تقرّها الأممالمتحدة، حيث يلحّ الوفد الجزائري أن ما وصف بعناصر إرهابية انفصالية يخص فقط العناصر المصنفة كذلك من قبل الأممالمتحدة، وأن الحدود المشار إليها هي تلك المعترف بها دوليا». وهو بذلك يسعى الى جعل قناعة نظامه الانفصالية والعدائية قناعات عربية وأممية .. وسمح لنفسه بأن »ينقط« قرارات الجامعة العربية في طور الاعداد للقمة! وثانية الاثافي ، او البند الثاني في البلادة المعممة انه اعتبر أنه «من المؤسف أن نلحظ إقحام الجامعة العربية من طرف مجموعة صغيرة، خدمة لمصالح ضيقة في مواجهات عقيمة ». !!!! وهنا يبدو أنه أفصح عن عميق غضب النظام من قرارات أرادتها دول عربية وازنة، منها السعودية ومصر التي تحتضن الجامعة العربية، بل التي عملت كل جهودها من أجل أن تسهل مأمورية انعقاد قمة الجزائر!. واذا كنا قد تعودنا من النظام العسكري نكران الجميل و«الخفة» الاجرامية، فإن الذي حصل هو أن هذه النقطة لا بد من أن تعود في القمة، كما أن قرار الجزائر بابعاد عمار بلاني عن واجهة الاحداث، على الاقل في الفترة الفاصلة عن القمة ، هو بحد ذاته اعتراف بنقط الضعف الاضافية والحصاة التي ستظل تؤلم القدم الجزائرية الذاهبة الى القمة... لقد اختارت الطغمة حليفها من خارج المنظومة العربية، واعتقد الناطق باسمها في الاعلام الداخلي بأن ارضاء الحبيب الايراني على حساب كرامة الدول الاعضاء في لجنة متابعات تدخلاته في الشأن العربي، يمكن يمر بدون آثار! في الواقعة ، تثبيت لموقف عربي جامع من الانفصال.. وهو موقف ليست المرة الاولى التي يتخذه الوزراء العرب، بل كان مارس الفارط مناسبة ادانت فيها اللجنة الوزارية العربية الرباعية المتعلقة بمتابعة تطورات الأزمة مع إيران وسبل التصدي لتدخلاتها في الشؤون الداخلية العربية،« استمرار التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية» وأعربت اللجنة عن« قلقها البالغ إزاء ما تقوم به إيران من تأجيج مذهبي وطائفي في الدول العربية، بما في ذلك دعمها وتسليحها للميليشيات الإرهابية في بعض الدول العربية وما ينتج عن ذلك من فوضى وعدم استقرار في المنطقة يُهدد الأمن القومي العربي، الأمر الذي يُعيق الجهود الإقليمية والدولية لحل قضايا وأزمات المنطقة بالطرق السلمية» وطالبتها بالكف عن ذلك.... وهو موضوع سيظل مطروحا على مائدة العرب الى أن تتوازن الاوضاع ويتم تحجيم التدخل الايراني.. ولعل القمة ستكون امتحانا حقيقيا للدولة المضيفة ولقدرتها على أن تساير الارادة العربية ، من زاوية الضعف والعجز الواضحين!...