أدلت ماريا أنطونيا تروخو، وزيرة التربية الإسبانية سابقا، في مؤتمر بمدينة مارتيل نواحي تطوان بتصريحات مثيرة مبنية على حقائق تاريخية، قالت فيها بأن مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين "تمثلان إهانة لوحدة أراضي المغرب وبقايا من الماضي تتعارض مع الاستقلال الاقتصادي والسياسي للمغرب والعلاقات الجيدة بين البلدين". وبحسب مقال نشرته صحيفة "لارثون" الإسبانية، فإن الوزيرة ماريا أنطونيا تروخو، أكدت أيضا في تصريحات لها في ندوة بتطوان تحت موضوع "العلاقات بين المغرب وإسبانيا: أمس واليوم"، بجامعة عبد المالك السعدي، والتي افتتحها الرئيس السابق للحكومة الإسبانية خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو، بأن مطالبة المغرب بسبتة ومليلية لها ما يبررها. وأضافت ذات الوزيرة السابقة بأن سبتة ومليلية المحتلتين "كانتا عربيتين لفترة أطول مما كانتا مسيحيتين ولهذا السبب يجب اللجوء إلى الحقيقة التاريخية"، معتبرة أن الحل للمدن المتمتعة بالحكم الذاتي والجزر الإسبانية يجب أن يكون سياسيا. وقد أثارت هذه التصريحات الصادرة عن ذات الوزيرة الإسبانية السابقة جدلا كبيرا في إسبانيا وفي العدوتين المحتلين حيث وصفت حكومة مدينة سبتة، برئاسة خوان خيسوس فيفاس عن حزب الشعب، كلام تروخو بأنه "خيانة غير مقبولة". من جهته، عبّر رئيس مليلية المحتلة، إدواردو دي كاسترو، في تصريح أدلى به لوسائل إعلام محلية عن "إدانته الشديدة" لتصريحات الوزيرة السابقة، مشيرا إلى أنها "غير مخلصة للمنصب الذي تقلدته في الحكومة الإسبانية"، ومضيفا: "ما قالته الوزيرة تروخو عن سبتة ومليلية مدان وخائن وغير متناسب". ووفقا لما ذكره دي كاسترو ونقلته صحيفة "لارثون"، "لا يمكن لتروخو أن تنسى أنها تحمل الجنسية الإسبانية "بغض النظر عن عائلتها أو وضعها العائلي أو الاجتماعي". وتنضاف تصريحات رئيس مليلية إلى ردود الفعل الأخرى من الرفض في المدينة التي خلفتها تصريحات تروخو، بما في ذلك الحزب الاشتراكي الإسباني المحلي، الذي وصفها بأنها "كاذبة وغير مقبولة" وأوضح أنه بالنسبة للاشتراكيين، فإن الإسبانية في المدينتين المتمتعتين بالحكم الذاتي "لا جدال فيها". كما أعرب الحزب الشعبي بمليلية المحتلة، وهو الحزب الرئيسي في مجلس مليلية المحتلة مع 10 من نوابه ال 25، عن رفضه لتصريحات تروخو من خلال رئيس المجلس المؤقت، خوان خوسيه إمبرودا، وهو أيضا سيناتور شعبي عن مليلية المحتلة وكان رئيسا للمدينة المتمتعة بالحكم الذاتي بين عامي 2000 و 2019.