إن أكثر ما يشد انتباه زائر فم الجمعة هو كثرة السيارات من نوع " بوجو 504 و 505 و فورد ترانزيت " ، فقد باتت حاضرة في كل شبر من هذه البلدة الصغيرة ، في الشارع و داخل الأزقة و عند الميكانيكيين و أمام المستشفى ..و بألوان مميزة ما بين أسود داكن و أبيض ناصع و أصفر فاقع ... زجاجها الخلفي تعلوه عبارات " لا تنس ذكر الله " و " ما شاء الله " علها تزيد من بركة رزق أصحابها و تدفع عنهم خصومهم من أصحاب سيارات الأجرة ،ذلك لأن هذه السيارات تستعمل في النقل السري أو ما يصطلح عليه " خطافة " . من جهة أصحاب سيارات الأجرة يشتكون من ظاهرة النقل السري و يعتبرونها عملا يفتقد للشرعية القانونية ، فصاحب سيارة الأجرة يلتزم بقوانين النقل و يدفع الضرائب . بينما يحمل صاحب النقل السري من شاء ، وقتما شاء ، أينما شاء ، دون أداء واجبات ، ويستعمل لذلك سيارة عتيقة يتجاوز عمرها في بعض الأحيان 30 سنة و لا تستجيب لشروط السلامة . و من جهة ثانية يؤكد أصحاب النقل السري على مشروعية عملهم انطلاقا من الدور الحيوي الذي يلعبونه في المنطقة ، فسياراتهم العتيقة قادرة على الوصول إلى أعماق الدواوير النائية في مسالك وعرة غير معبدة لا تصل إليها سيارات الأجرة ، و كم من امرأة حامل أوصلوها للمستشفى ، و كم أنقذوا من أناس لسعتهم العقارب ، و يستعمل هذه السيارات يوميا ما يعادل نصف تلاميذ الثانوية ، كما يستعملها يوميا الأساتذة العاملون بمدارس ماسكاون و ابراغن وتسليت و تيرست و أيت مالك . و يستعملها أغلب رواد السوق الأسبوعي . كما استعملت هذه السيارات أيضا خلال الحملات الانتخابية .. وسط جدل مشروعية النقل السري ، لا ينكر أحد في فم الجمعة أن هذه الظاهرة أصبحت أمرا واقعا ينبغي التعامل معه بمقاربة جديدة تأخذ بعين الاعتبار مصالح المواطنين بعيدا عن المقاربات القانونية الضيقة . يونس حماد [email protected] إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل