تعرف جماعة بني عياط في منذ الأسبوع الماضي إلى الآن، غليانا كبيرا، جراء الأحداث الساخنة التي تعرفها، والاحتجاجات المتواصلة التي أصبحت العنوان الأبرز. فبعد الاحتجاجات القوية التي عرفها دورا ايت ايحيا، والتي تعود جذورها إلى أشهر طويلة، بسبب مشكل الماء الصالح للشرب، وتصاعد ذلك إلى حد التراشق بالحجارة والاشتباك في بعض الأحيان، وصولا إلى نصب خيمة كبيرة بمحاذاة الطريق الوطنية رقم 8 ، دون أن يتم إيجاد حل جذري لهذا المشكل الذي تتقاسم فيها أطراف عدة المسؤولية الكبرى. يأتي الدور على مركز بني عياط، الذي يعرف ، ومنذ الأسبوع الماضي، مسيرات احتجاجية كبيرة وقوية، يشارك فيها أعداد غفيرة من شباب ونساء المركز،تعبيرا عن حنقهم الشديد واستيائهم العميق من الأوضاع التي يعرفها المركز منذ سنوات، رغم بعض المشاريع المتناثرة هنا أو هناك ،والتي لا ترقى لمستوى المطالب النوعية التي تصدح بها حناجر المحتجين صباح ومساء كل يوم انطلاقا من الأسبوع الماضي ولحد كتابة هذه الأسطر.وقد توجت هذه الاحتجاجات والمسيرات المتكررة يوميا، بان خاض عدد من شباب المركز اعتصاما مفتوحا قرب جماعة بني عياط، مطالبين، على حد قولهم " بضرورة تحقيق المطالب القديمة الجديدة، التي ما فتئ أبناء ونساء المركز يطالبون بها، وتفعيل نتائج الحوار الذي تم الصيف الماضي مع عامل إقليمازيلال" .ولعل " مشكل إقصاء أبناء وبنات مركز بني عياط ، وعدم إحداث الثانوية التاهيلية بالمركز كما كان مأمولا ، وإحداثها في منطقة قفراء لا تتوفر على المقومات والمرافق الاقتصادية والاجتماعية والخدماتية ، إضافة إلى الشروط التربوية الكفيلة بإنجاح العملية التعليمية، كانت النقطة التي أفاضت الكأس ، وجعل المحتجين يرفعون من سقف احتجاجاتهم في انتظار أن تتحاور معهم الجهات المسؤولة محليا وإقليميا وجهويا " يضيف آخر. مؤكدين في الآن نفسه" أنهم لا يقبلون بالحوار إلا مع والي الجهة، ما دام عامل إقليمازيلال قد تنصل من وعوده لهم في الصيف الماضي والتي لا تزال موثقة لديهم ، ومتهمين اياه بممارسة التضليل عليهم" . كما أكد لنا عدد كبير من المحتجين من جانب آخر، شبابا ونساء، عن "رغبتهم الأكيدة وعزمهم الشديد في مواصلة الاعتصام والاحتجاج بمركز بني عياط إلى حين تحقيق مطالبهم " وانه " لا سلم اجتماعي بدون ثانوية تاهيلية بالمركز" . من جهة أخرى، عبرت لنا مجموعة من الأمهات المحتجات أيضا عن " عزمهن الكبير توقيف أبنائهن وبناتهن عن الدراسة قريبا جدا إذا لم يتم الاستجابة لمطالبهن كلها وعلى رأسها الثانوية التأهيلية". وقد رفع المحتجون الحاضرين في مسيراتهم هذه التي جابت الشارع الرئيسي صعودا ونزولا، ووقوفا أمام كل من قيادة وجماعة بني عياط، شعارات نارية قوية ، تنم عن سخطهم الشديد، من عدد من المسؤولين محليا وإقليميا، من قبيل: -ارحل: العامل، القائد، الرئيس، المجلس، الجمعيات.. - علاش جينا واحتجينا... العامل كذب علينا يذكر بان هذه الاحتجاجات، وحسب مصادر من داخل المسيرة، ستظل متواصلة إلى حين فتح حوار جدي ومسؤول معهم ، يفضي إلى تحقيق مطالبهم برمتها. وتجدر الإشارة أيضا إلى أن المحتجين من شباب مركز بني عياط، قضوا الليلة الأولى من الاعتصام أمس على مقربة من جماعة بني عياط، تحت أضواء الشموع ، بسبب غياب الإنارة العمومية . وقد كانت مناسبة لهم للتداول في كل الملفات والمطالب التي يرفعون التحدي من جديد لتحقيقها، في غياب تام لأي مساندة محلية سواء من المجلس الجماعي بكل مكوناته أو من جمعيات وهيئات المجتمع المدني المحلي وغيرهم.