ازيلال : هشام احرار بنظرات متعبة وحزينة يمزقها الم العزلة والتهميش ، تراقب بعيون منكسرة حركة المارة والسائقين بشارع الحسن الثاني ، الذي يعتبر من أهم شارع بمدينة ازيلال، إنها امراة مسنة اختارت احد الأماكن قرب محل تجاري ،اتخدت الكراسي كسرير وضعت فوقه كومة من الافرشة والأغطية البئيسة ، واتخذت منه مسكنا منذ شهور،أطفال وشبان المدارس والمارة بمختلف شرائحهم يمرون بالمحاذاة يوميا غير عابئين بمعاناتها وبعزلتها القاتلة، من حين لآخر يرق قلب بعض المارة ،فيمدونها بما جادت به طويتهم الإنسانية. تبدو المدينة كما صرح بذلك للبوابة العديد من المواطنين وكأنها مفتقدة لأي حس إنساني ، مدينة موحشة وكأنها بدون سلطات محلية ومنتخبين، وبدون جمعيات خيرية وإنسانية إزاء هذه الحالة الإنسانية البئيسة . وفي هذا السياق عبرت سيدة بأسى عميق ،عن غياب أية مبادرة لإحداث دار للعجزة او على الأقل للنساء المشردات بالمدينة ،وأضافت والألم يعتصر قلبها "كثير من النساء المشردات بمدينتنا يعانين في صمت بدون مأوى و لاإطعام ويتعرضن أحيانا للاعتداءات الجنسية من قبل المتسكعين والمشردين، وأحيانا أخرى للتعنيف من طرف الغرباء ، لكن دون ان يثير ذلك أية شفقة لدى جل السكان " وفي سياق ذي صلة عبر احد المارة للبوابة عن تألمه البالغ من رؤية هذه المسنة يوميا بأهم شارع بالمدينة دون ان تثير ذلك أي رد فعل من لدن المسؤولين والجمعيات الخيرية ، واستغرب بشدة لقضاء هذه المسنة لياليها الشتائية الطويلة والبرد القارس في الهواء الطلق، في وقت تشهد فيه المدينة برودة جد قاسية ،وتنخفض فيها الحرارة إلى أدنى مستوياتها . المرأة المسنة المتعبة قالت وهي تلف جسدها بغطاء متواضع ، أنها قدمت من منطقة بعيدة واستقرت ببلدية ازيلال ،وبهذا المكان الذي اتخذته مأوى تقتات وتنام فيه، وتقضي حاجتها الطبيعية بالمحاداة منه ، وقالت أنها تتعرض أحيانا لاستفزازات بعض المشردين والشبان الطائشين ليلا ، وبعض الأطفال الزائغين نهارا ، وأنها تتوسل الرأفة والعناية من بعض المحسنين ،وأضافت ان الغطاء البلاستيكي هو الذي يخفف عنها لسعات البرد القارس. العديد من المهتمين بالشأن المحلي وفعاليات المجتمع المدني طرحوا تساؤلات عدة حول ملابسات تحويل مركز للعجزة والمتخلى عنهم إلى دار الأطفال ، دون ان يتلقوا أية إجابات مقنعة، السؤال المطروح أننا اليوم أمام عدد كبير من المتشردين منهم العجزة والشبان في أوضاع حرجة ومخجلة ، فهل المسؤولون عن مؤسسة التعاون الوطني وسلطات وجمعيات خيرية سيبادرون إلى اتخاذ الإجراءات العاجلة لإيواء هؤلاء الأشخاص في وضعية هشة ومعرضة للمخاطر في شوارع وساحات المدينة ؟