عقدت فروع التنسيق الإقليمي للجمعية الوطنية لحملة الشواهد المعطلين بالمغرب، ندوة صحفية موسعة بمقر الإتحاد المغربي للشغل بأزيلال يومه الثلاتاء 27 شتنبر 2011 ابتداء من الساعة السادسة و النصف مساء. حضر هذه الندوة التي لم تنفض أشغالها إلا في حدود الساعة العاشرة ليلا – بالإضافة إلى المعطلين المعتصمين منذ 13 شتنبر 2011 – عدد من المناضلين الممثلين لمختلف الأحزاب السياسية و الهيئات النقابية، و بعض نشطاء شباب حركة 20 فبراير بالمنطقة، بالإضافة إلى ممثلي بعض المنابر الإعلامية المحلية. في البداية، قام الإخوة ممثلو سكرتارية التنسيق الإقليمي بتوزيع وثيقتين على كل الحاضرين، تتمثلان في " بيان تنديدي " للسكرتارية، و مراسلة موجهة إلى السيد عامل الإقليم بتاريخ 20 شتنبر 2011. بعد ذلك وجه الأخ الحسين واعموم، كاتب عام السكرتارية، تحية شكر و امتنان لكل الهيئات السياسية و النقابية، و الجسم الصحفي بالمنطقة، و كل المتعاطفين، على دعمهم المادي و المعنوي لفروع التنسيق الإقليمي منذ بداية اعتصامها يوم 13 من الشهر الجاري. و ذكر الأخ واعموم أيضا بكرونولوجية المحطات النضالية التي خاضها معطلو التنسيق الإقليمي بأزيلال كما ركز على استمرار واقع الزبونية و المحسوبية، و التوظيفات المشبوهة على المستوى المحلي، رغم ( دخول المغرب في ما يسميه البعض " بالعهد الجديد ") كما لم يفت الرفيق واعموم، أن يذكر بالثروات الهائلة التي يزخر بها الإقليم، و التي لا يستفيذ منها ابناء المنطقة مطلقا مستشهدا ببعض الأمثلة المنتزعة من الواقع، تجسد بالملموس، استهتارا تاما بمرتكزات الجهوية الموسعة و التي تستلزم الإهتمام أولا بالعنصر البشري المحلي .و قد جره هذا الموضوع الى الحديث عن الحوار الذي كان من المفترض ان يجمع السكرتارية بالعامل بمقر العمالة، و الذي لم يتم مطلقا، حيث ان سيناريو اللقاء – يضيف الرفيق – كان مؤسفا للغاية ، على اعتبار الغياب التام لرؤساء المصالح الخارجية بالإقليم، ما عدا رئيس قسم الشؤون العامة، و التواجد المكثف لرؤساء المصالح الأمنية، في استهتار تام بهذا الحوار الذي يفترض ان يكون جادا و مسؤولا .. و قد اقسم الرفيق في الأخير، بدم كل شهداء الجمعية الوطنية ان المعطلين بالإقليم مستعدون للتصعيد في الصيغ النضالية و لو كلفهم ذلك التضحية بأرواحهم. بعد ذلك، مباشرة، فتح باب المداخلات التي تم خلالها طرح العديد من التساؤلات و الأفكار الهامة، يمكن إجمالها باقتضاب في ما يلي : • المضايقات المخزنية الكبيرة في إطار حملة مسعورة لإرغام الإتحاد المغربي للشغل على إفراغ المقر من المعطلين. • تملص عامل الإقليم من التزاماته تجاه الملف المطلبي للمعطلين، وتمطيط هذا الملف ريثما يتم تعيين مسؤول جديد على رأس عمالة الإقليم. • الوضعية الصحية المتردية لبعض المعطلات الحوامل و المرضعات المعتصمات بالمقر. • الاجراءات العملية المزمع اتخادها من طرف تنسيقية دعم المعطلين، و سبل تطوير آفاق هذا التنسيق لمساندة المعتصمين ماديا ومعنويا. • أفاق استقطاب كل المعطلين و عائلاتهم للضغط على المسؤولين، من خلال تنظيم " يوم مساندة المعطل بالإقليم ". • إشكالية تنسيق بين مختلف الإطارات على الصعيدين الماكرو و الميكرو محلي، المتمثلة في الحضور المكثف للمعطلين اقليميا للضغط كما وكيفا على الأجهزة المخزنية لتفعيل آليات الحوار الجاد و المسؤول حول الملف المطلبي المذكور. • الرفظ المطلق للاقبال الممكن لعمالة الإقليم على توظيف معطلي خريبكة بازيلال، و التحذير من مغبة السكوت على هذه المهزلة التي لا تستند على أي أساس منطقي و يعافها كل طبع سليم. • التذكير ببعض الجوانب المضيئة و المظلمة معا من تاريخ الإطار – ج.و.ح.ش.م.م – و سيرورة نضالاتها المريرة من أجل إثبات الذات، و انتزاع الحق في التشغيل، كحق من حقوق الإنسان. • رفض إقدام المعطلين على محاولات إحراق الذات و شرب السموم، مع التفكير في صيغ نضالية أكثر إيجابية رغم استحضار درجة تسرب اليأس إلى غالبية المعطلين " المسنين ". • االسياسة التعليمية الفاشلة في علاقتها بسوق الشغل و إشكالية " تقسيم المعرفة " في عمقها الفلسفي، و ما أذت إليه من احتلال للوطن من طرف ثقافة الاحتجاج المتأججة. • استحضار بعض الأمثلة الصارخة لنهب المال العام، واستمرار سياسة الإفلات من العقاب، و علاقة هذه الإشكالية بإمكانية إيجاد بعض الحلول لمشكل البطالة. مع استغراب بعض التدخلات من التصورات المتناقضة للحكومة الحالية في التراجع عن فرض الضريبة على الثراء الفاحش و قرار الرفع من أجور كبار موظفي الدولة (12000.00 درهم) ، في وقت تشتكي فيه هذه الأخيرة من " أزمة اقتصادية كبيرة " !!؟ • ضرورة فتح تحقيق دقيق في ملفات الفساد لعامل الإقليم الأسبق " علي كبيري " و خصوصا ما تعلق ب 450 توظيفا زبونبا، أزم من خلاله، وضعية المعطلين حاملي الشواهد على الصعيد المحلي. • إدراك معنى البطالة في دائرة الصراع الطبقي و علاقته بمفهوم التنمية المستدامة كشعار زائف. • ضرورة عقد يوم دراسي تواصلي موسع يجمع كل فروع الجمعية الوطنية، وتحديد جدول أعمال يتداول بالخصوص الإشكالات التنظيمية، و الخلافات الجانبية و الجوهرية للإطارات الإقليمية المترافعة عن المعطلين بالمنطقة. • إشكالية المباريات الشكلية، و رفض مناصب الريع. • القانون المنظم للجماعات المحلية في ما يتعلق بتنظيم المباريات وما يتعلق بالتوظيف ... بعد كل هذه المداخلات القيمة، أجاب الإخوة في سكرتارية التنسيق الإقليمي على كل التساؤلات المطروحة، وقدموا توضيحات بشأن بعض النقاط الغامضة، كما تطرقوا إلى بعض التجارب السابقة الرامية إلى جبر الشقاق الحاصل في صفوف إطار الجمعيتين المحلية و الوطنية، مستبشرين خيرا، و متحمسين لفكرة عقد اليوم الدراسي التواصلي المقترح، في أقرب أجل ممكن. وقبل الختام ، حيا الرفيق واعموم كاتب عام السكرتارية كل الهيئات النقابية و الحزبية و المنابر الإعلامية المحلية على دعمها المتواصل لنضالات المعطلين العادلة و المشروعة. - تقرير : المسلك سعيد.