زفت وزارة الداخلية الخبر الجديد و ضخموا الأمر إعلاميا كأنه فتح تاريخي او اختراع عجيب....كان الخبر أن المغرب شرع في اعتماد العمل بالبطاقة الجديدة للتعريف في حين ان بعض الدول عملت بها لسنين عدة. ما يهمنا هو أن هذه البطاقة زادت في إتقال كاهل المواطن المسكين الفقير بالمصاريف ...فمثلا هنا في أيت اعتاب ...سيكلفك تجديد هذه البطاقة 300 درهم صافية دون احتساب مصاريف الأكل و المبيت احيانا لأنك تحتاج للسفر 3 مرات او أكثر . تبدا الحكاية عندما تبدأ في الحصول على شهادة السكنى فأنت الذي تشتري حتى مطبوع الطلب ب 0.50 درهم ثم تملِه و تضع عليه صورة شمسية و تعطيه لعون السلطة ( للشيخ المحترم) ليؤشره ثم بعد ذلك تذهب للقيادة و تقدم لهم هذا المطبوع و عقد ازدياد و صورة و طابع ثمنه 20 درهم ..ثم تنتظر حتى يؤشر عليه السيد القائد..و يمكنك أن تنتظر بعض الأحيان يوما كاملا أو يومين..حسب الظروف و الحيثيات...و بعد الحصول على شهادة السكنى من القيادة تحملها لإدارة الدرك في منطقة وادي العبيد..حوالي 40 أو 50 كلم من أيت اعتاب و تعطيهم عقدا آخر للإزدياد و صورة و طابع 20 درهم و يمكن أن لا تحصل عليها لأنهم سيعطونك موعدا آخر للحصول عليها مما يجبرك للرجوع خاوي الوفاض و العودة مرة أخرى ناهيك عن مصاريف التنقل و صعوبة الحصول على وسيلة لذلك في بعض الأحيان...وبعد الحصول على الوثيقة من الدرك الملكي تحملها إلى أزيلال -عند الشرطة- مصحوبا بصور شمسية جديدة بمواصفات معينة ثمنها 40 درهم و عقد آخر للإزدياد و ضريبة 75 درهم ..يمكنك قضاء الأمر نهائيا او الحصول على موعد آخر..حسب المزاج و الظروف...ولو ثم الأمر في يومه يتعين عليك الذهاب و الرجوع بعد 15 يوما للحصول على البطاقة. هذه لمحة عن التكاليف التي يتوجب على المواطن في أيت اعتاب الأستعداد لتحملها في كل مرة...علما ان الفقر ينخر كيان و أجساد مواطينا..و ما بالك ببعض المناطق الخرى كزاوية احنصال و أيت بوكماز و أيت تمليل البعيدة جدا....هكذا تطور الدولة امورها و تحكم علينا بمزيد من الفقر و المعاناة...