معاناة مستمرة للسكان مع ضجيج المهنيين والحرفين منذ سنوات استبشر حرفيوا مدينة ازيلال ومعهم الفاعلون الجمعويون خيرا حينما شرع المجلس البلدي السابق في تشييد مركب حرفي ضخم بالمنطقة ، قدر المبلغ المالي المخصص له ب678.528.00 درهم، وثم إحصاء المعنيين حيث تعالت أصوات الترحيب والتهليل التي رأت في هذا المشروع إنصافا لهذه المدينة التاريخية المناضلة ،على أساس بناء مستودعات ومأرب لتخليص المدينة من ضجيج آلات النجارة والحدادة، وعرقلة السير بالشوارع العامة من طرف أصحاب باقي الخدمات كالتلحيم و النجارة وإصلاح السيارات ، لان المدينة وأزقتها تعرف اكتظاظا قويا من جراء تكدس العديد من السيارات والشاحنات والدراجات النارية ناهيك عن الراجلين ، وكذا المساحات الضيقة للطريق التي لاتستوعب هذا الكم الهائل من وسائل النقل ، مما يشكل خطرا كبيرا على المارة ، ورغم الرسائل والعرائض التي بعث بها السكان إلى الجهات المعنية وخاصة مدبري الشأن المحلي لوضح حد لمحنتهم اليومية الا ان معاناتهم مستمرة إلى يومنا هذا ، لكن سرعان ماسيتبخر هذا التفاؤل إلى كابوس مرعب بدأت فصوله بوقف أشغال بناء المركب لأسباب مجهولة . وبداية صراعات انتخابية، مما أدى إلى دخول الملف إلى المجلس الجهوي للحسابات ، وتحويل المركب إلى أطلال إسمنتية ، لكن العديد من المهتمين بالشأن المحلي وفعاليات المجتمع المدني طرحوا تساؤلات عدة حول ملابسات توقيف الأشغال وتحويله إلى أطلال، دون ان يتلقوا أية إجابات مقنعة . (م.ن) فاعل جمعوي يقول اللهم وعود هنا وهناك الغاية منها ربح الوقت ليس الا ، فبعدما كان الكل يتوكل على المجلس البلدي لحل المشكل وإعطاء انطلاقة حقيقية لهذا المشروع الذي يعتبر إشعاع حرفي بالمدينة ، تفاجأ الجميع بتحوله إلى مجرد أطلال وكتل إسمنتية يأوي المتشردين القادمين من كل حدب وصوب وفضاء للشواذ جنسيا ولمتناولي الكحول والمتسكعين وإلقاء الفضلات ،ومع اقتراب فصل الصيف وتصاعد الحرارة أصبحت الروائح الكريهة منتشرة مما يهدد بكارثة صحية وبيئية، وهو مادفع بعض الفاعلين والغيورين على المدينة إلى وصف ما حصل بأنه اغتيال لمركب حرفي ، البناية كما هي عليه حاليا ، تشكل حسب مثقفي ومهني المدينة وصمة عار على جبين كل من يتولى تدبير الشأن العام المحلي ونقطة سوداء شاهدة على سوء تسييرهم في حق المدينة المناضلة الشامخة التي أنجبت رجالا ومناضلين كبار مثل الشهيد احمد الحنصالي ،وتلتمس فعاليات المنطقة تدخل السلطات المركزية والإقليمية لاستئناف أشغال هذا المشروع الكبير وكفى من الصراعات الانتخابوية ؟ أم سيبقى حلما يراود الساكنة ويجعلها تتعايش مع الضجيج والمضايقات .