استبشر حرفيو مدينة ازيلال ،ومعهم الفاعلون الجمعويون ،خيرا حينما شرع المجلس البلدي السابق، في تشييد مركب حرفي ضخم بالمنطقة الذي سيأوي الحرف المزعجة كالنجارة والميكانيكيين والحدادة ، قرب محطة الحافلات سنة 2003 بمبلغ مالي يقدر ب 678.528.00 درهم ،حيث تعالت أصوات الترحيب والتهليل ،التي رأت في هذا المشروع إنصافا لهذه المدينة التاريخية ،لكن سرعان ما سيتبخر هذا التفاؤل وينقلب إلى كابوس مرعب ،بدأت أولى فصوله بوقف أشغال بناء المركب لأسباب مجهولة. العديد من المهتمين بالشأن المحلي طرحوا تساؤلات عدة حول ملابسات توقيف أشغال بناء المركب الحرفي ،دون أن يتلقوا أية إجابات مقنعة ،يقول احدهم اللهم وعود هنا وهناك ،كانت الغاية من تقديمها ربح الوقت ليس إلا ،فبعدما كان يعول الكثيرون على انجاز هذا المشروع لإعطاء انطلاقة حقيقية للإشعاع الحرفي للمدينة ،تفاجأ الجميع بتحوله إلى مجرد أطلال وكتل إسمنتية ،يأوي المتشردين القادمين من كل حدب وصوب وفضاء للشواذ جنسيا ،ولمتناولي الكحول والمتسكعين وإلقاء الفضلات ،ومع تصاعد الحرارة أصبحت الروائح الكريهة منتشرة مما يهدد بكارثة صحية وبيئية ،وهو ما دفع بعض الفاعلين إلى وصف ما حصل بأنه اغتيال لمركب حرفي، البناية ،كما هي عليه حاليا ،تشكل ،حسب مثقفي ومهني المدينة وصمة عار على جبين كل من يتولى تدبير الشأن العام المحلي ونقطة سوداء شاهدة على سوء تسييرهم في حق المدينة المناضلة التي خلفت مناضلين كبار مثل الشهيد احمد الحنصالي، فهل من منقذ؟