استبشر مثقفو مدينة القنيطرة، ومعهم الفاعلون الجمعويون، خيرا، حينما شرع المجلس البلدي، إبان فترة تولي محمد إصلاح رئاسته، في تشييد مركب ثقافي ضخم بمنطقة ميموزا، حيث تعالت أصوات الترحيب والتهليل، التي رأت في هذا المشروع إنصافا لمدينة أنجبت كتابا وفنانين ونقادا ومفكرين ذاع صيتهم وطنيا ودوليا، لكن سرعان ما سيتبخر هذا التفاؤل، وينقلب إلى كابوس مرعب، بدأت أولى فصوله بوقف أشغال بناء المركب، لأسباب مجهولة. العديد من المهتمين بالشأن المحلي طرحوا تساؤلات عدة حول ملابسات توقيف أشغال بناء المركب الثقافي، دون أن يتلقوا أية إجابات مقنعة، يقول أحدهم، اللهم وعود هنا وهناك، كانت الغاية من تقديمها ربح الوقت ليس إلا، فبعدما كان يعول الكثيرون على إنجاز هذا المشروع لإعطاء انطلاقة حقيقية للإشعاع الثقافي للمدينة، تفاجأ الجميع بتحوله إلى مجرد أطلال وكتل إسمنتية، يأوي المتشردين القادمين من كل حدب وصوب، وهو ما دفع بعض الفاعلين إلى وصف ما حصل بأنه اغتيال للثقافة. البناية، كما هي عليه حاليا، تشكل، حسب مثقفي المدينة، وصمة عار على جبين كل من يتولى تدبير الشأن العام المحلي، ونقطة سوداء شاهدة على سوء تسييرهم وإجرامهم في حق المدينة.