مما لا شك فيه، هو أن حركة 20 فبراير هي الوجه الآخر لمغرب الغد، لمغرب المستقبل، لمغرب التغيير الحقيقي، لمغرب العدالة الإجتماعية و الحرية و الكرامة و سيادة الشعب، و هذه السيادة هي الديمقراطية الحقيقية التي سيضمنها الدستور المقبل.. هذا المغرب الذي يحوي زعماء و رواد و قادة المستقبل بعدما فشلت جميع السياسات و عم الفساد و المحسوبية و الزبونية و الرشوة و الفقر و الأمية... و في الوقت الذي يعرف فيه المغرب رياح المطالبة بالتغيير الحقيقي، نلاحظ بأن السلطات المحلية التي تورطت بشكل فظيع في مهزلة الحساب الإداري و التي نجت بجلدها و لم تتخذ في حقها أية عقوبة أو متابعة أو تحقيق أو انتقال ما دامت قائمة بذاتها، مستمرة في عبثها ... و المجلس القروي الذي طالبته شبيبة بني اعياط بالرحيل يوم 8 مارس، نلاحظ أن هذه الجهات خارجة عن الزمن المغرب... فالسلطات المحلية استجابت مؤخرا لدعوة المواطن ب.ب.م، الذي لم يدخر جهدا من أجل إكرام سلطاتنا المحترمة أحسن ما يكون الإكرام و الضيافة، ترى، ما هي الغاية من هذا الجود و الكرم؟ من هذا الإهتمام و الإعتبارو التناغم؟ ألا يوجد فقراء و مساكين و يتامى في البلد، يستحقون هذا الإطعام؟ ضحكت حين قال أحد المرافقين لوفد السلطة المحلية : تهلى فينا الحاج و هو يصف الوصفات المقدمة ... في المقابل، اجتمع أعضاء المجلس القروي لجماعة بني اعياط إقليم أزيلال ، أعني الأغلبية المتعبة [ بفتح العين] المتعبة [ بكسر العين ] و التي التحق بها المرشح التائه ... على متن سيارة 4/4، بمنزل أحد المستشارين الموالين للرئيس ، هل اجتمع المجلس من أجل مصلحة الجماعة التي تعاني من ويلات التهميش و الإقصاء و المخدرات و البيئة و البطالة و القمع و المتابعات القضائية ؟ لا، وألف لا، بل لمساندة و تعزية و تقوية المستشار المضيف.. المساندة التي كلفت الرجل الأول بجمع التوقيعات و الإتصال بإحدى المنابر الإعلامية التي نحترمها، لتكذيب الخبر/الزلزال الذي نفضل عدم الغوص فيه، إحتراما للمشاعر و لأخلاقياتنا ... اللهم استر عوراتنا و أمن روعاتنا، و لا تجعل الدنيا أكبر همنا... و من باب التساؤل، لماذا لم يتحرك السيد الرئيس بنفس الحماس لجمع التوقيعات في قضية الشاب، المرحوم خ.س؟ في قضية المتابعين في مسألة رمي الأزبال؟ في مشاكل الأراضي السلالية لدوار فرغص التي تتعرض لجميع أنواع النهب و التفويت؟ في جرائم تجارة المخدرات؟ في مشكل محرك الماء بأيت يحييى؟ في غياب الملاعب و المرافق الرياضية و هو من رأى الأطفال يلعبون بين أحضان المزابل؟ لماذا لم يستنكر الرئيس الإهانة التي تعرض لها المواطنون من طرف القائد الأسبق الذي تسبب في الأحداث التي عاشها المركز يوم قضية رمي الأزبال بعدما هاجمهم بوابل من الكلمات الساقطة ؟ و من هنا نساءل السلطات المحلية و المجلس القروي : ما سر هذه الشراهة؟ ألا تخجلون من أنفسكم؟ الشعب ينادي بالديمقراطية و أنتم ضد التيار، خارج الزمن المغربي، تتشبتون بالشراهتقراطية؟ أكيد أنكم لا تواكبون الركب و لم تستوعبوا الخطاب الملكي و مطالب حركة 20 فبراير التي ترفض ما تعرض له آباءنا و أمهاتنا من قهر و قمع و فقر و استبداد و جهل و صمت و إهانة .. أخيرا، أتمنى أن يتفضل السيد العامل بقراءة هذا الكتاب المتواضع، لجعل حد لمثل هذه الإنزلاقات التي نعتبرها حملة إنتخابية سابقة لأوانها...