خرج يوم الخميس 28 أبريل ، مئات التلاميذ ، ذكورا وإناثا ، يرددون شعارات ألوانها مختلفة ، وألحانها متزنة القافية ، وكأن من كتبها لهم ، بالغ وواعي و دو عقل مثقفي ؟، مطالبين بتحسين مناهجهم الدراسية تارة ، وقدح وذم أساتذتهم مباشرة تارة أخرى والبعض منهم يطالب بسنة بيضاء ... كان المحتجون يجوبون الشوارع بنظام وانتظام ، ولم تسجل أي خروقات تذكر.. استقبلت نيابة التربية الوطنية بعض ممثلي التلاميذ ، ناقشوهم وتحاوروا معهم ووعدوهم بحل مشاكلهم فى اقرب وقت ممكن . لكن ، وحسب شاهد عيان ، وعندما قرروا الانسحاب ، اقترب منهم " متتبعا " ناهيا إياهم بعدم المغادرة . وتجمهروا مرة ثانية ، واتجهوا نحو مقر العمالة وعلت أصواتهم مطالبة بحقوق تعجيزية :" بالسنة البيضاء " ...وهذه الكلمة تعنى لهم وكما شرحها لنا أحدهم :" النجاح للجميع بدون امتحان ؟". استقبلوا من طرف السيد العامل ، ووعد ممثليهم ، بإيجاد حل لمشكلتهم ، ودعاهم للدراسة إلى إحداث التغير ..نصائح لم تجد آدانا صاغية .. لم يصمد الهدوء بمدينة أزبلال ،أكثر من 24 ساعة، إذ عادت الاحتجاجات إليها صباح اليوم الجمعة 29 أبريل من طرف تلاميذة الإعداديات ولم يستثنى تلاميذة الإبتدائى والتكوين المهني ، وقد لوحظ كذلك ،عدد كبير من المشاغبين ، وكذا الذين انقطعوا عن الدراسة ، ويقدر العدد بثلاثة آلاف ... والذى لم يكن فى الحسبان، ان المحتجون ، جابوا الشوارع و الأحياء .. والغضب الساطع ظاهر بارز .. وهم يمشون مسرعين ... يرددون بعض اشعار النقابيين الكبار او المطالبين بحقوقهم المشروعة على غرار : " حقوقى ...حقوقي ...." وغير مبالين بسقوط الأمطار الزائغة والرافدة ، هدفهم الأول ، ترك بصماتهم كالجراد .. أجهزة الأمن تراقبهم من بعيد ، وتتربص خطواتهم دون ان تتدخل لإيقاف الزحف المتزايد والملغوم . ويلاحظ ان التلميذات لم تشاركن فى هذه التظاهرة ، وهذا يعنى ان فى الأمر مكس ومكر .. اتجهت هذا " الجراد " نحو مؤسسات الدولة ، وأتت على الأخضر واليابس ، وعمت الفوضى والشغب المكان ، كسرت حاويات الأزبال المتواجدة على جنبات الطريق جميعها ، ومنع الأساتذة ولوج أقسامهم ، واقتحموا المدارس والإعداديان ، وكسروا ابوابها وزجاج نوافدها ، وأمام مرأى ومسمع من السلطة التى وقفت مكتوفة الأيدي ، قابعة تتفرج ، ويخيل لنا نحن المدنيين انهم ينتظرون الأوامر . الأمر الذى كان يلهب مشاعر المواطنين ، مما دفع بالبعض منهم مهاجمة هؤلاء ورشقهم بالحجارة والكلمة الساقطة ..وبعد كر وفر ، تبين فعلا أن المدينة تحولت إلى ساحة للوغى . وعلى اثر هذا التمرد " المفتعل " ، ألحق اضرارا جسيمة بالبنية التحتية للمدينة ، والحصيلة ثقيلة ، اذ ان " المتظاهرون" تسببوا فى تدمير الممتلكات العامة والخاصة : الثانوية الثقنية كنمودج ، اقتحموها و" قصفوها " وتركوها اطلالا ..وحسب شهود عيان ، كانت السلطات تنتظر الأمر الذى يأتى او لا يأتي .. ولم تفلت المدارس وادي الدهب والقدس وثانوية اوزود والشريف الإدريسى ...ومندوبية الشبيبة والرياضة وكسروا اربع سيارات ، وهاجموا محلا تجاريا بحي تانوت ، نهبوه و افرغوه عن آخره..و..و.. والسؤال المطروح : غدا او بعد غد سيخرجون كالعادة إلى الشارع ، سيؤطرهم مشاغبون كالعادة ، سيحاولون تكرار هجوماتهم ... ولكن ، سيجدون أمامهم حائطا دفاعيا مكونا من اهل البلدة ، وهذا وعد منهم . وما نطلبه من السيد العامل، قبل ان تتطور الأمور إلى أضدادها ، ان يعطى أوامره للسلطة الأمنية من أجل مكافحة الشغب .. و متابعة الأشرار ، والسهر على ممتلكات السكان وكيفية التصدى لمثل هذا التحرك .. والا ...لمن ستعلق الأجراس ؟؟