توفيت "ل. فاظمة" و هي سيدة في عقدها الرابع صباح الاثنين سابع فبراير 2011، في قرية "تافراوت" بأيت عبدي إقليم أزيلال .و تعود أسباب وفاة الأم الحامل إلى غياب التغطية الصحية في المنطقة و افتقار تفراوت إلى دار للولادة و مستوصف .رجال الدوار اجتمعوا كالعادة للقيام بالواجب المتمثل في حمل "الأم فاظمة" على النعش بحثا عن أقرب مستشفى.لكن مخاض الولادة عجل بوفاتها و لم يترك خيارا للمتطوعين الأربعين لإنقاذها.مصدر من أيت عبدي أفاد أنه تم إبلاغ قيادة زاوية أحنصال بالأمر لكن لم يلمسوا أي تدخل لإنقاذ الأم الحامل . و بالمقابل أوضح أن أطباء من "تلمي" بتنغير شرق أيت عبدي كانوا في الطريق إلى تفراوت لإنقاذ الأم لكن مسيرتهم توقفت بمجرد علمهم بوفاة فاظمة. التي أيقض مخاضها رجال الدوار في تفراوت بأيت عبدي منذ الصباح حيث شمروا على سواعدهم و كلهم عزم لبدء رحلة جديدة مع النعش لكن وفاة فاظمة أوقف مساعيهم . فصول وحكاية هلاك النساء الحوامل و هن في الطريق إلى المستشفى متتعددة في منطقة ايت عبدي حيث ينقلن على النعوش ويتناوب رجال المنطقة على حملهن على طول المسارب الضيقة التي رسمت معالمها الدواب، وفي غالب الأحيان تقع الكوارث حيث توفيت العديد من النساء بسبب الوضع ، و أحيانا بسبب النزيف الذي يتبعه و في مناسبات عدة يفقدن مواليدهن نتيجة البرد القارس،و لازالت حكايات الوضع في الطريق تتكرر في مغرب الألفية الثالثة. ورغم ما أثير في وسائل الإعلام مؤخرا حول غياب المستشفيات و مستوصفات الولادة في عدد من دواوير إقليم ازيلال وافتقارها إلى الدواء الأحمر أرخص وصفة طبية على وجه البسيطة ،اعتبرها مسؤولون في لقاءات مع فاعلين جمعويين و سياسيين تضخيما للأمور ومجانبة الصحافة بأزيلال للواقع الحقيقي الذي تعيشه الساكنة في الجبال. كما أن الحادث المأساوي الذي عاشته منقطة تافراوت يأتي في الوقت الذي تنتظر فيه ساكنة المنطقة الشروع في أشغال "المشروع المندمج" الذي وعدت به السلطات ساكنة المنطقة حيث كان من المزمع انطلاق أشغاله منذ 2009، لكن حسب مصدر مطلع يعود التأخر الحاصل في إطلاق الأشغال إلى مشكل إسناد الصفقات .إذ لم تتقدم أية مقاولة منذ الإعلان عن المشروع .مما دفع بالمسئولين على العملية إلى تغيير الصيغة. لحسن أكرام