ابزو : سد " بين الويدان " يتسبب في أضرار بالغة منذ أزيد من خمسين سنة ، وحسب شهادة شيخ من دوار ( تاكونت ) ، لم يعرف وادي العبيد ، الذي يخترق تراب دائرة ابزو ارتفاعا في منسوب المياه كالذي عرفه هذه السنة . والسبب الرئيس في هذا الارتفاع يعود إلى النسبة القياسية الغير المسبوقة التي بلغتها حقينة سد " بين الويدان " ، إذ بلغ مخزون المياه بهذا السد ، ولأول مرة منذ إنشائه 96% من حقينته الإجمالية . هذه النسبة القياسية ، جعلت المسؤولين عن السد يفتحون قنوات الإفراغ قصد توفير مساحة إضافية لاستقبال المياه الآتية من ذوبان الثلوج ، أو من التساقطات المطرية المرتقبة . غير أن هذه المياه المتدفقة من السد ، وإن كان تدفقها قد أملته معطيات جيوستراتيجية ، فإنها بالمقابل قد ألحقت أذى بالغا وضررا كبيرا بالمواطنين القاطنين على ضفتيّ الوادي بدائرة ابزو ، والذين في غالبيتهم يعتمدون في معاشهم على زراعة الحقول المجاورة للوادي ، خاصة دواوير : ( آرك ، أيت مولي ، تاكونت ، أيت واكن ، مازوز ، واورينت ، امداحن ... ) فقد غمرت مياه وادي العبيد الآتية من سد " بين الويدان " معظم حقولهم ، فأتلفت الغرس ، و أهلكت الزرع ، و الناس مشدوهون ، يحملقون ، و لا يدرون ما يفعلون غير ان يفوضوا أمرهم لله . و الأوصياء على الشأن المحلي لم يتدخلوا لحد الساعة ، و هم على علم بالأضرار ، و لم يقدموا أي شكل من الدعم و المساندة لهؤلاء المتضررين ، هؤلاء الذين كانوا ينتظرون خيرا وفيرا و عميما من هطول الأمطار ، فإذا الأمطار صارت عليهم نقمة عوض أن تكون نعمة . و لم يقتصر الضرر على القطاع الفلاحي بمزروعاته و مغروساته و فلاٌحيه ، و إنما تعداه إلى قطاعات أخرى ، خاصة القطاع الاجتماعي و التربوي ؛ إذ ضرب الوادي حصارا رهيبا على السكان القاطنين بضفته الشرقية ، فأصبحوا غير قادرين على التواصل مع مركز الدائرة ، فتعطلت بذلك كثير من المصالح ، و منها ما هو مستعجل و لا يحتمل التأجيل . و الأكثر تضررا هم التلاميذ الذين يتابعون دراستهم بثانوية تيفاريتي التأهيلية ، فقد أصبح لزاما عليهم أن يقطعوا يوميا ما بين 15 و 20 كلم يوميا – ذهابا و إيابا – على الاقدام ، و عبر مسالك وعرة ليلتحقوا بأقسامهم و يعودوا إلى ذويهم . لذا نطالب ، و بصوت عال عبر هذا المنبر ، الجهات المعنية و المسؤولة أن تتدخل بما يلزم لرفع الضرر عن المتضررين ، و تعويضهم عن الخسائر التي لحقتهم ؛ و هي خسائر لا يتحملون فيها أدنى مسؤولية ، و إنما المسؤول الأول و الأخير هو سد " بين الويدان " و من ورائه وزارة الفلاحة و الصيد البحري ، و المندوبية السامية للمياه و الغابات و القائمون على الشأن المحلي . أما المحاصرون على ضفتي الوادي ، و معظمهم من الضفة الشرقية ، و على رأسهم التلاميذ ، فما عليهم إلا أن يحتسبوا بلاءهم عند الله ، و ينتظروا تشييد القنطرة الموعودة ، و التي أعطى عامل صاحب الجلالة على الإقليم انطلاقة الأشغال بها في شهر نونبر من العام الماضي ، و للأسف توقفت بها الأشغال بعد أن ارتفع منسوب مياه الوادي إلى مستوى قياسي . و كم نرجو أن تكون جاهزة قبل حلول موسم الأمطار المقبل . مكتب البوابة