عند دخولك تراب تسليت بجماعة تابية إقليم أزيلال تستوقفك بناية مهجورة غير مكتملة البناء و قد تتساءل عن ماهيتها و عندما يدفعك الفضول إلى الدخول إليها تكتشف أنها تستعمل لقضاء الحاجة – خاصة من طرف مرتادي السوق الأسبوعي بتسليت- و ذلك لكثرة الفضلات الآدمية التي تؤثث مختلف مرافقها. أما السكان فيعرفون قصة هذه البناية التي هي مستوصفهم مع وقف التنفيذ. يرجع بناء هذا المستوصف إلى عقد من الزمن لكنه لم يكتمل إلى حد الآن لأسباب مجهولة، لتذهب معه آمال التسليتيين في انتظار طبيب مختص يعالج هذا المستوصف العليل، والذي لن يكون سوى الجهات الوصية على القطاع الصحي بإقليم أزيلال. و الطريف في الأمر أنه في الوقت الذي تنتظر فيه الساكنة إتمام إصلاح المستوصف و بداية تقديم خدماته، تم تنقيل الممرض الوحيد منذ غشت 2009 لتبقى تسليت بدون ممرض إلى حد كتابة هذه السطور. و لكي تكتمل فصول هذه المسرحية الكوميدية، قام رئيس المجلس الجماعي بتسليم سيارة الإسعاف الوحيدة إلى جماعة فم الجمعة التي تبعد بعشرين كيلومترا، بدعوى عدم توفر السائق. و لا قدر الله إن تعرض أحد المواطنين بتسليت إلى حالة مستعجلة (لسعة عقرب-ولادة....) فيتوجب عليه أولا الاتصال برئيس الجماعة (إن كان يتوفر على رقم هاتفه) الذي سيتصل برئيس جماعة فم الجمعة الذي سيتصل ب x الذي سيدير محرك سيارة الإسعاف ليأتي إلى تسليت ليأخذ المريض إلى أقرب مستوصف. هذا إن لم يتحول المريض إلى مجرد قبر و شاهد. و بهذا الفيلم المكسيكي، يتبين بجلاء كم يحرص ممثلو المواطنين على مصالح الساكنة ، و يتبين أيضا إلى أي حد تحرص الدولة على احترام مواطنة مواطنيها و إنسانيتهم و إنقاذ حياتهم عندما تتعرض للخطر. و يبقى الحل الوحيد و الأوحد عند الساكنة – في ظل هذه الظروف – سهلا جدا و هو بكل بساطة هو ألا يمرض .