تمخض الجبل،فولد كارثة لم يعد لدى ساكنة ثازغين أمل و لا أمن و لا راحة و لا حتى مستوصف و دواء…فبعد غياب دام أشهر بسبب خلاف بين مدير مؤسسة تعليمية و ممرض بمستوصف ثازغين،أدى هذا الخلاف الى تأديب الممرض و تنقيله قسرا الى احدى الاماكن،كعقاب له على فعلته…بعدما تدخل سيدي الرئيس على الخط ووعد الممرض بالوعد و الوعيد و أنه سيتخذ معه اجرائات جد قاسية…بالطبع فسيدي الرئيس يفي بوعده و عندوا لكلمة (لكن فقط عندما يكون كلام يتعلق بالارتجالية و استعراض العضلات،لكن عندما يتعلق الامر بسلامة المواطن فالرئيس ضعيف و خارج التغطية في أغلب الاحيان)، و تم رفع شكاية مستعجلة الى الجهات المسؤولة(مندوبية وزارة الصحة)قصد التدخل ووضع حد لهذا الممرض و نقله عن أرضه و مكان سلطته…سبحان الله المندوبية استجابت فورا لنداء سيدي الرئيس(عندما يكون مريض في احدى الاجنحة وسط مستشفى الحسني فلا المندوب و لا ممرضيه يستجيبون لندائات الالم التي يصدرها المرضى،لكن الان استجابت.و عندما يبقى المصاب لساعات طويلة وسط الطريق منتظرا سيارة الاسعاف،فانها غالبا ما تتأخر عن الموعد بساعات..لكن الان بقدرة قادر استجاب سيدنا المندوب لسيدنا الرئيس) تم نقل الممرض الوحيد في منطقة ثازغين التي تقدر عدد سكانها بالاف نسمة، و تركوا المستشفى الذي لم تمر الا أيام قليلة على انهاء أشغاله مغلقا…استمر الوضع شهور،ضاقت خلالها الساكنة كل أنواع الالم…فالمصاب بالسكري تخلى عن وصفته لأنه عجز عن شراء دوائه الغالي،و الاطفال المزدادون حديثا عجز أولياهم عن تلقيحهم،و منهم من تكلف مصاريف النقل الى دار الكبداني من أجل تلقيحهم.و العجزة الذين يقصدون المستوصف من أجل الاطمئنان على صحتهم بدورهم عادوا خاوي الوفاض..لأن الممرض أرسله رئيسهم الى وجهة مجهولة و الى حيث لا يعود كل هذا يقع في ثازغين و الرئيس و مستشاريه خارج التغطية،فمنهم من يتسابق على سيارة الجماعة و من يستفيد منها،حيث أن أحد المصادر المقربة أكدت أن السيارة يتناوب عليها المستشارين …و أحد المستشارين يستقدم ابنه المراهق معه دائما الى الجماعة،تاركا أدوات الملك العام في أياديه خاصة منها الحاسوب الذي ورثه عن أبيه ، و أصبح يعاتب الموضفين عن الغياب و التأخير(شيئ جميل هذا)و هذا ما دفع بالكثيرين بالاحتجاج على هذا التصرف الذي اعتبروه تدخلا في شؤونهم و في الوقت الذي أصبحت ثازغين ضيعة لهؤلاء فان الساكنة مألها الاهمال و التهميش و عودة الى موضوع المستشفى،و في الوقت الذي كانت فيه الساكنة تتنظر بفارغ الصبر فتحه،تتفاجأ بتقديم ممرض عوض الطبيب الذي وعد الرئيس منتخبيه باستقدامه الى منطقتهم،ليس هذا فقط بل الممرض الذي أستقدم الى ثازغين تخرج جديدا،و يفتقد الى التجربة..كما أن الممرض غالبا ما يكون تحت امرة الطبيب .بالاضافة الى هذه المشاكل هناك مشاكل أخرى يتخبط فيها هذا الشبيه بالمستوصف و المتمثلة في انعدام الادوية التي تمنح للفقراء و المعوزين،حيث أن كل الذين يقصدون المستوصف من أجل الاستفادة بالدواء يعودون خاوي الوفاض(الممرض يبرر هذه الكارثة،بسبب عدم توصل مستوصفه بالكمية الضرورية من الدواء. ان هذه المشاكل التي انضافت الى مشاكل أخرى تتخبط فيها منطقة ثازغين دفع بالكثيرين من الساكنة الى الاستغناء عن خدمات هذا المستوصف ..رافعين أيديهم الى السماء لعلها تستجيب لندائهم هذا الطويل و البعيد الامد