عقد المجلس العلمي يومه الخميس 17 دجنبر الجاري يوما دراسيا لفائدة الوعاظ و المرشدين و الواعظات و المرشدات الدينيات، و ذلك تحت شعار "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن"صدق الله العظيم. و قد حضر اليوم الدراسي الذي نظم بالمسجد الأعظم بأزيلال رئيس المجلس العلمي بأزيلال و مندوب الأوقاف بالإقليم و عدد من المرشدات و الواعظات و المرشدين فاق عددهم الستين. و قد ألقى بالمناسبة رئيس المجلس العلمي كلمة تناول خلالها اهتمامات المجلس الذي عينه مؤخرا ملك البلاد، و التي تأتي في مقدمتها تنظيم الحقل الديني و محاربة التطرف و التوعية ، كما دعا الى تطوير مستوى الخطاب الديني من خلال تنوير الوعاظ و المرشدين، الذين يحملون على عاتقهم مهمة تكوين المواطن و توعيته بأمور دينه، الإهتمام بتربية المواطن على المواطنة الصادقة، و السعي إلى إدماج المواطن في مجتمع مغربي موحد و متماسك من خلال خطاب معتدل و إسلام سني في إطار العقيدة الأشعرية، كما ذكر رئيس المجلس العلمي في كلمته بأدوات الإشتغال من تكوين و تكوين مستمر لفائدة المؤطر و الواعظ، و ضرورة الإلمام باللغة و المعارف و تتبع متغيرات العلم في زمن العولمة التي لم تعد فيه المعرفة حكرا على العلماء فقط، كما أوصى بضرورة الإلمام بالفقه و أصوله و علوم القرآن الكريم، و القراءات، و السنة النبوية، وعلى الواعظ و المرشد أن لا يكون آخر من يعلم بالمستجدات، مع الإهتمام بتحضير الدروس من أجل تنظيم الأداء و تحقيق تواصل أفضل وتفاديا للعشوائية، كما دعا الوعاظ و المرشدين إلى التحلي بالأخلاق الحسنة و أن يكونوا قدوة وسط مخاطبيهم الذين ينتظرون منهم العطاء الكثير، مستشهدا بقوله تعالى " أتامرون الناس بالبر وتنسون انفسکم وانتم تتلون الکتاب افلا تعقلون "صدق الله العظيم. و فيما يخص مستوى الخطاب ذكر رئيس المجلس في كلمته بمراعاة مستوى الخطاب الموجه الى المواطنين الذين يختلف مستواهم الثقافي، إذ عادة ما نجد في المخاطبين مستويات متفاوتة يختلط فيها الأستاذ و الموظف و الطالب و الأمي أيضا، و اعتبار الوعظ النسائي أولوية في خطاب الواعظات و المرشدات ، و ان الأمية الدينية أخطر بكثير من الأمية الأبجدية، و في حديثه عن تعيين المجلس العلمي بأزيلال إسوة بكل اقاليم المملكة أكد رئيس المجلس العلمي أن الملك محمد السادس هو من كان وارء رد الإعتبار للأئمة و المساجد. بعد كلمة الرئيس عرف اليوم الدراسي عددا من التدخلات من الوعاظ و الواعظات، اغنوا من خلالها النقاش حول الوعظ و الإرشاد ، و تناولت عدد من تدخلاتهم تاريخ الوعظ و الإرشاد منذ عهد الرسول عليه ازكى الصلاة و السلام، كما دعوا الى تجنب الخطاب الذي يشوه صورة الإسلام، و السعي لتوحيد الناس من خلال خطاب معتدل يراعي الإختلاف بين فئات المجتمع المغربي، و حذر بعض المتدخلين من التفرقة في المجال الديني حيث اعتبر أن تعدد الأحزاب السياسية أمر محمود في الوقت الذي يعتبر تعدد الأحزاب الدينية مذموما و خطيرا يهدد استقرار المجتمع. و اعتبر متدخل آخر ان الواعظ و المرشد يعتبر منقذا للناس و عليه التسلح بأدوات الإنقاذ. بعض التوصيات التي خرج بها اليوم الدراسي: اعتبار الوعظ و الإرشاد عمل لوجه الله تعالى. اعتماد الخطاب المتنور و المعتدل و محاربة التطرف. التكوين الذاتي و التسلح بأدوات الوعظ و الإرشاد. مراعاة الفوارق بين المخاطبين. التحلي بأخلاق حميدة و تمثيل قذوة في المجتمع. مراعاة الخصوصيات المحلية. تحسين صورة الاسلام و محاربة الأفكار المتطرفة و الشاذة. السعي إلى توحيد المجتمع من خلال خطاب معتدل و لين و معاملة حسنة.