انخراطا في الدينامية النضالية لتخليد اليوم العالمي للقضاء على الفقر، نظم مكتب فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ببني ملال وقفة جماهيرية تحت شعار: "جميعا ضد العطالة والغلاء والفقر ومن أجل العيش الكريم"، وذلك يوم السبت 17 أكتوبر 2009 على الساعة السادسة والنصف مساء بساحة المسيرة ببني ملال. الوقفة النضالية التي عرفت مشاركة شعبية كثيفة جابت زنقة المارشي وصولا إلى ملتق شارعي تامكنونت ومحمد الخامس أمام المكتب الوطني للكهرباء، وقد رفعت فيها لافتة تضم الشعار المركزي للوقفة ولوحات pancartes تكثف الإحتجاج على أوضاع الفقر الذي يعانيه المواطنون/ات: (-الحرية الفورية للمعتقلين السياسيين -لا للعطالة/ الشغل القار للجميع -يا مصاصي الدماء كفوا عن قوتنا.. هم ياكلوا دجاج وفراخ وإحنا الفول دوخنا وداخ -ماتقيش خبزي وكرامتي...)؛ كما رددت شعارات احتجاجية على ما آل إليه الوضع الإجتماعي من تردي: • هذا صوت الجياع --------- لا مسلسل لا إجماع • فقرتونا واحكرتونا --------- بالزيادات قهرتونا • مبادرة وهمية --------- لا تشغيل لا تنمية • سوا اليوم سوا غدا --------- الإنتصار ولا بد وقد ألقيت كلمة مكتب الفرع التي تناولت دلالات تخليد الجمعية لهذا اليوم الدولي لمناهضة الإفقار، الذي -أي الإفقار- لم يأتي اعتباطا ولم يتشكل فجائيا بقدر ما هو نتاج وتراكم لعقود من سيطرة طبقة اجتماعية استغلالية مرتهنة بالتبعية للإمبريالية، والتي تُصرﱢف استغلالها المتزايد عبر واجهات متعددة كالسطو على المال العام ونهب عرق وجهد العمال أو تشريدهم وأسرهم، وإعفاء ملاكي الأراضي الكبار من الضرائب، وتصاعد القمع السياسي ضد حرية الرأي والتعبير (اعتقال مناضلي أوطم بمراكش وفاس، توقيف جريدة "أخبار اليوم" ومحاكمتها هي و"الجريدة الأولى"، اعتقال مدير جريدة "المشعل"، اعتقال مناضلي الحركة الإجتماعية بافني، قمع نضالات حركة المعطلين...)... كما أضافت كلمة مكتب الفرع التي ألقاها رئيسها الرفيق الحسين حرشي، كيف استفحل وحش ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة الذي ينشب مخالب التجويع والبؤس في رقاب الكادحين/ات، فيسلبهم خبزهم اليومي وينتهك كرامتهم. وحيث وصل الإفقار درجة غير مسبوقة، أخذت تنتشر معه الأمراض الإجتماعية الملازمة له: كتغول الإجرام والبلطجة والسلب في واضحة النهار حيث ما عاد أحد بمأمن من هذه الشرور والآفات، كما انتشرت أفواج المتسولين من مختلف الأعمار -حتى من الأطفال- ومن كلا الجنسين؛ أما تجارة المخدرات وتجارة الجنس/ أو البغاء فقد دبت بلواها لدى مختلف شرائح المجتمع، وأصبحت تديرها مافيات غايتها جني الربح السريع على حساب تدمير النسيج الإجتماعي وسحق القيم الإنسانية. وفي ظل هذا الإستغلال الإقتصادي والقهر الإجتماعي والقمع السياسي الذي يرزح شعبنا تحت نيره، ليس أمامنا -يؤكد مكتب الفرع في كلمته- غير خيار الصمود والمزيد من التضامن مع كل ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان. لتختتم الوقفة التي امتدت لساعة كاملة على إيقاع نشيد: لنا يا رفاق لقاء غدا -------- سنأتي ولن نخلف الموعد وهذ الجماهير في صفنا ------- ودرب النضال يمد اليد لجنة الإعلام والتواصل فرع بني ملال