من اللافت للأذهان أن تواجد مركز صحي وحيد يتيم بجماعة واولى في حد ذاته مدعاة للاهتمام والعناية بهذا المرفق العمومي، عبر توفير التجهيزات اللازمة والأدوية مدعما بالأطر والموارد البشرية الطبية الكافية والكفيلة بتلبية حاجيات الساكنة المحلية في كل الأوقات ليلا ونهارا. خصوصا إذا علمنا أن جماعة واولى تمتد على مساحة 264 كلم2 وتتكون من 23 دائرة انتخابية وساكنتها تفوق بكثير 23.000 نسمة ( رسميا في2004 ) وما بالكم الآن في 2009 لقد آن الأوان للتفكير مليا على مستوى الجماعة في تحسين الخدمات الصحية وتوفير التجهيزات والكفاءات الطبية وخلق مراكز استشفائية بالمناطق التي تفتقر لهذه المنشآت وتحديدا: تسلوين، تلغمت، بوعنتر وتلانلحلو التي تنعدم بها المراكز الصحية نهائيا وتضطر معها الساكنة للتنقل بعيدا قصد طلب العلاج. لكن المثير للتقزز، وبالتركيز على مستوصف واولى الوحيد بالجماعة، عدم كفايته لتلبية ما كان الهدف من وراء خلقه، طبعا البناية موجودة والتجهيزات تحت الحضيض والأدوية في علم الغيب وعلى قد الحال، أما الأطر الطبية فهي الطامة الكبرى، فإذا كان الهدف من الخدمات الصحية هو الاستجابة لطلبات الساكنة خصوصا الخدمات المستعجلة أثناء الولادة، الإسعافات والعلاجات الأولية الخ...خارج أوقات العمل وبالتحديد ليلا فإن ذلك يبقى من المستحيل تلبيته لسبب جد بسيط هو أن "الطاقم البشري" الرباعي المتواجد بالمستوصف، يستحيل الاستجابة لحالة من الحالات التي تستدعى التدخل، وبالخصوص دار الولادة المشار لها في الحائط، الاسم بدون مسمى، فهي معطلة منذ زمان ولا يمكن حتى الرد على من يطلب منها النجدة أو الإسعاف و"فتح باب الدار" أمام حالات مستعجلة. فلماذا هي موجودة، وشساعة مساحة الجماعة تستدعي أضعف الإيمان توفير أكثر من 3 دور للولادة وشوف تشوف؟ لكن لا شيء على مستوى الجماعة مادامت هذه اسم بلا مسمى ومعطلة. لذا نطلب من الجهات المسؤولة التدخل لانقاد أرواح المواطنين ووضع حد لهذا النوع من اللامبالاة، فكم من حالة طالها الإهمال نتيجة غياب إسعاف للمجبورات على الوضع والولادة وأضفن لحالات الإهمال والله يعلم مصيرهن.