إنها أول سنة في إطار البرنامج ألاستعجالي لوزارة التربية الوطنية، التي اتخذت مجموعة من التدابير العملية لإنجاح الدخول المدرسي لهذه السنة ، نذكر منها تجسيد المبادرة الملكية لمليون محفظة ، حيث استفاد كل تلاميذ السنة الأولى من المحافظ و الأدوات المدرسية ،إضافة إلى توزيع الأدوات المدرسية على تلاميذ المستويات الأخرى حتى السنة الأولى إعدادي، ثم برنامج تيسير الذي يتمثل في تشجيع الآباء على تسجيل أبنائهم للتمدرس و ذلك بمدهم بمبالغ مالية و إن كانت متواضعة إلا أنها مبادرة مهمة...و كذلك الانخراط في تأهيل المدارس و ذلك بربطها بالكهرباء و الماء الصالح للشرب... كلها تدابير مهمة تقوم بها الوزارة و السلطة الحكومية للنهوض بأوضاع التعليم و التعلم في بلادنا, إلا أن أبناء بعض الدواوير بتاونزة لا يتمكنون من الوصول لمدارسهم بسبب الوادي المحيط بالقرية و هذه الدواوير هي : أيت ألحاج ، أيت احساين أمنصور ، المصلي ، إنغماش ، أغبالو أيت طوطس..إلخ ، حيث أن الوادي يعزلها عن المدرسة و الإعدادية الوحيدة بالجماعة في غياب داخلية بهذه الأخيرة ، إذ أن التلاميذ مجبرون على الذهاب و الإياب... و حين يهيج الوادي لا يتمكن هؤلاء التلاميذ من الالتحاق بصفوفهم ، أو يغامرون و يركبون قوارب محلية الصنع ، إلا أنهم أصبحوا لا يجرؤون بعد حادث السنة الماضية الذي أودى بحياة متعلمة في مقتبل العمر على مرأى من والدها ...كلها عوامل تساهم في ظاهرة الهدر المدرسي التي تؤرق الوزارة و كل فعاليات المجتمع و تضرب المبادرات في العمق لأنه بدون انخراط الجميع فلن يكتب لأي مشروع و مبادرة النجاح... و هذا ما نلاحظه على مستوى مجلس جماعة تاونزة الذي لا يكترث لهذه المبادرات و لا يساهم لا من قريب و لا بعيد في سبيل النهوض بأوضاع التمدرس على مستوى الجماعة : ففي السنة الماضية وعد الآباء ببناء قنطرة على الوادي ، ستقولون إن المجلس تغير بعد الانتخابات الأخيرة ، إلا أنني أقول لكم أن نفس العناصر احتفظت بمناصبها في المجلس...قلت أن المجلس وعد بحل المشكل بعد احتجاجات السكان ووقفتهم أمام الجماعة إثر غرق الطفلة ...حيث تم إطلاق وعود معسولة كان الهدف منها إسكات الغضب و الحملة الانتخابية المبكرة ، لكن دون جدوى... الجماعة لم تستجب لمجموعة من النداءات ، نذكر منها الدعم اللوجستيكي المتمثل في إيصال الكتب و الأدوات الدراسية الموزعة للفرعيات و الدواوير البعيدة كما جاء في المقرر الحكومي المنظم للمبادرة..إضافة إلى نداءات مدارس الجماعة في أكثر من مناسبة حين يتعلق الأمر بالمساعدة في مد مدرسة بالماء أو صباغة حجرة دراسية ....و الأمثلة كثيرة..حيث أن كل الفاعلين التربويين أصبحوا لا يرون أي منفعة من الاتصال بالجماعة لأنها لا تستجيب البتة... واقع محزن، أن لا يتمكن تلاميذ من الوصول للمدرسة و صاحب الجلالة قام بمبادرة لمدهم بكل الأدوات، بسبب عقليات تسير الأمور من مكاتب مريحة همها الوحيد قضاء مآربها الشخصية... لا شك في أن قضيتنا الوطنية الثانية، قضية التربية و التكوين تحتاجنا جميعا، يجب على الكل أن ينخرط، خاصة في إنجاح هذا المخطط ألاستعجالي، الذي جاء لتجاوز ثغرات عشرية الإصلاح...فإنني لا أتصور مخططا آخر لتجاوز ثغرات المخطط ألاستعجالي...