توصلت البوابة برسالة موجهة إلى جلالة الملك محمد السادس تستعرض معاناة ساكنة قبيلة أيت داود أوعلي موقعة من طرف المواطن علي أوحمان نيابة عن الساكنة، وهذا النص الكامل للرسالة كما وردت إلينا من المصدر: علي أوحمان إلى أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله القصر العامر الرباط 170، شارع محمد الديوري بلوك ''ب'' رقم ''3'' القنيطرة 14000 المغرب المرجع:و.ع/18/2013 الموضوع:معاناة مواطني قبيلة ''آيت داود أُوعلي'' الذين شقت هتافاتهم عنان السماء في ميدان الاعتصام وبحت حناجرهم بالمطالبة بالزيارة الملكية. مولاي صاحب الجلالة أدام الله لكم العزة والنصر وبعد، من المعلوم أنه من الأشياء التي لا يمكن أن نقبلها بسهولة وإذا تم ذلك بالصدفة أو بالسذاجة، فلن نتمكن من الإنسلاخ منها أو من الابتعاد عنها مخافة الإساءة إلى فئة من المحظوظين أو مخافة أن نتيه أنفسنا وننزوي عن السبيل. وعلى هذا المنوال، فكثيرا ما يتمنى مواطنوا قبيلة ''آيت داود أُوعلي'' من أعماقهم الحارة في إقليمأزيلال، أن يكون المستقبل أفضل من الحاضر الرذيء الذي يعيشونه والذي أزالت مرارته عن شفاههم البريئة ابتسامتها المعهودة. وبتفاؤلهم الغشيم، يجدون الصبر الجميل لحمل العبئ الثقيل للأيام على أكتافهم الهزيلة دون إلتفات الغير لحالهم ودون أن يواسيهم أحد فيما يعانونه من ظلم وتهميش وإقصاء وتعسف... ومع مرور الأيام، وعندما تشرق شمس ذلك الغد الذي طال انتظاره، يجدونه مع الأسف الشديد، مرا كئيبا وقاسيا أكثر من الماضي، ليبقوا بذلك على حالهم وكأنهم خلقوا للشقاء والبؤس أوكأنهم لُقحوا ظلما هم وذويهم ضد الديمقراطية والعدالة والشفافية والطمأنينة والعيش الرغيد!! على هذه العبارات الصادقة التي تنبع من باطن الواقع المر المعاش الذي يقلق حتى الصبور، وإيمانا مني بالمسؤولية العظمى الملقاة بالواجب الوطني على عاتق جميع المواطنين للمساهمة الفعالة في التغيير ولمدكم اليد القوية كل من زاويته الضيقة لبناء مغرب العهد الجديد الذي ما فتئتم، حفظكم الله، تنادون به منذ توليكم كرسي العرش، فقد كاتبتكم سابقايامولاي، بقدر ما كاتبت كثيرا من المسؤولين على مستويات مختلفة حول الاختلالات والسلوكات المتجاوزة التي تعيق الإنتقال الديمقراطي وتتنافى مع ما تسعون إليه في مجال صون الكرامة واحترام حقوق الإنسان حيث بدلتم بشهادة الجميع في وقت وجيز، مجهودات جبارة لإصلاح الأوضاع الفاسدة ولتقويم الإعوجاج في جميع المجالات مما خلف ارتياحا كبيرا في النفوس ومما جعل المغرب مضرب الأمثال بين الدول العربية والإفريقية التي تتحاكى به كقدوة للإستفادة من المناهج البناءة التي أرسيتموها لمواكبة هموم المواطنين ولاحترام الحقوق ومحاربة الإنزلاقات وضمان التوازن والإستقرار. هذه المناهج التي هي في الواقع ثقافة ومسار فكري تتحول من خلالها الديمقراطية إلى أفعال وإجراءات معاشة على أرض الواقع، لا تزال مع الأسف الشديد في المناطق الجبلية عبارة عن نصوص محاصرة في كراسات القوانين لا تلمس على أرض الواقع ولا تسمع إلا في الدعايات الديماغوجية التي يرددها الوصوليون في الحملات الانتخابية. وتشبثا بدماثة المبادئ والأخلاق، فها أنا اليوم أكاتبكم من جديد، يا مولاي، بخصوص معاناة مواطني قبيلة " أيتداود أوعلي " بإقليمأزيلال وأقتصر كخطوة أولى على هموم ساكنة قرية "تاكلفت". هذه القرية التي تضاعفت مؤخرا كثافتهاالسكانية بشكل ملحوظ من جراء توافد أعداد هائلة من الجبال والقرى المجاورة مثل " تباروشت" و "أنركي" جريا وراء تمدرس الأبناء وتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، أضحت تتخبط في مشاكل متعددة إلى درجة أصبح كل شيء فيها يوحي بالبؤس واليأس والتذمر مما جعل ساكنتها تعيش أوضاعا لا تحسد عليها بفعل غياب أو ضعف المرافق الاجتماعية الضرورية ومتطلبات الحياة الكريمة. ومن المطالب البارزة في مسلسل المعاناة النكراء للسكان أكتفي اليوم بالتطرق إلى الملحاحية منها كما يلي: 1) النفايات المنزلية: لقد وضع المجلس الجماعي حدا لخدمات مواطن كان يتكلف لمدة طويلة بجمع النفايات المنزلية الصلبة وإفراغها بعيدا عن القرية وذلك لكي يحل محله. لكن، في غياب الجدية والإرادة الفعالة لاقتناء شاحنة كبيرة وبالخصوص، لشراء أرض وتهييئها للمطرح المراقب لكون مواطني هذه القبيلة الذين سلب المستعمر بشراهة من أجدادهم في سهول تادلة أراضيهم الخصبة ودفع بهم إلى الاحتماء بالجبال الوعرة والأماكن القاحلة كما تم بعد ذلك إحراق قصرهم المشترك للخزائن الذي لا تزال ركامة إلى الآن بين عين أسردون وعين الغازي شاهدة على العصر، يمنعون المجلس الجماعي من إفراغ النفايات في حقولهم البورية ذات المساحات الصغيرة التي لا تمكن من كسب قوتهم الكافي، فقد أراد المجلس الجماعي التملص من المهمة التي تكلف بها عن طواعية وأهمل مؤخرا جمع هذه النفايات في أوقات منتظمة وإفراغها بعيدا عن الساكنة مما جعل القرية نفسها مطرحا عشوائيا إذ أن الكلاب الضالة تمزق القمامات المتعفنة للنفايات المتراكمة بشكل ملفت للإنتباه والموضوعة في الإزقة قصد إزاحتها، مما لوث المحيط البيئي الذي يتوالد فيه الدباب بكثرة وتتصاعد منه الرائحة النتنة التي تزكم الأنوف وتسبب في أمراض محدقة للساكنة الضعيفة التي تتقاذفها الأزمات ويشنقها غلاء المعيشة بحباله المتينة ... 2) توظيف الشباب العاطل: لقد أصبحت أفواج المعطلين المنقطعين عن الدراسة وخاصة ذوي الشواهد العليا في مختلف التخصصاتاليائسين من وطنهم ومن سياسة القلاع المحصنة التي تحول دون التغيير ودون تكافؤ الفرص وغيرها من القيم التي تعطي لدولة الحق والقانون موقعها الملائم على أرض الواقع، تتدفق وتزداد سنويا بشكل مقلق مما زاد في تفاقم أزمة أهاليهم الذين لم يعد دخلهم الضحل يكفي لعيشهم والذين كانوا يعلقون عليهم آمالا كبيرة للتخفيف من معاناتهم عند التوظيف لكن، سرعان ما خابت آمالهم إذ وقع ما لم يكن أبدا في الحسبان. وتجدر الإشارة أنه بعد استنفاد جميع المحاولات اليائسة للمطالبة بحقهم المشروع في الشغل في ظل دولة الحق والقانون ونظرا لانعدام الإمكانيات المادية للتنقل إلى العاصمة لمؤازرة أشقائهم أمام قبة البرلمان وتسليم رؤوسهم وأجسادهم إلى عناصر الأمن والقوات المساعدة لتفعل بها ما تريد، فقد نصب هؤلاء الشباب خيمة من البلاستيك أمام قيادة تاكلفت ودخلوا في اعتصام مفتوح جعلهم يئنون ليلا ونهارا تحت قساوة البرد والصقيع إلى أن أعطت لهم العمالة وعودا ترقيعية لم يرى الكثير منها النور إلى حد اليوم. ولهذه النقطة بالذات، فلا يقل أهمية أن أذكر بأن تهميش هؤلاء المعطلين تزامن مع نهج كثير من القطاعات سياسة الاقتصار على توظيف أبناء الموظفين والمستخدمين أكتفي منها بسرد حالة المكتب الشريف للفوسفاط الذي أقدم مؤخرا على التوظيف المباشر لما يناهز ستة آلاف من أبناء مستخدميه دفعة واحدة. وللإشارة أيضا وطبقا لما شاع في الأوساط النيابية التي غظت الطرف عن الحدث، فقد تزامن كذلك تهميش المعطلين السالفي الذكر مع توظيف رئيس الحكومة السابق في آخر مطافه لما يناهز ألف وثمانمائة عنصر من موالي حزبه كما أقدم بعد ذلك كآخر طلقة على التوظيف المباشر لما يناهز أربعة ألاف عنصر وهذا طبعا دون التطرق إلى فضيحة شركة "النجاة" التي شملت كذلك فلذات قبيلة "أيت دود أوعلي .... 3) رسوم التصاميم ورخص البناء: لقد شعر مرة أخرى هؤلاء المواطنون المعوزون والمحاصرون في الجبال الوعرة بالظلم والاحتقار من جراء ما طالهم من تعقيد المساطر الإدارية المتعلقة بالبناء ومن منع العقود العرفية المصححة الإمضاء أو ما يسمى لدى العامة بالمحاضر الجماعية وكذلك من الفرض الجائر لرسوم التصاميم ورخص البناء بالمنشور المعمم الصادر عن وزير الداخلية العاكف في مكتبه دون أخذ الاعتبار للحالة الاجتماعية المزرية وللتهميش الذي طال ساكنة الجبال. لقد أوقف هذا المنشور عملية البناء وشل الحركة الاقتصادية وسبب في تفاقم البطالة وفي الاختناق الاجتماعي للساكنة التي لم تجد بدا من المطالبة بالزيارة الملكية ومن الإلتفاتة المولوية لإعطاء التعليمات السامية لرفع الضرر عنها ولإعفائها من هذه الرسوم التي تعمق جراحها وتهدد استقرارها إلى درجة جعلتها تفكر، دفاعا عن كرامتها المداسة، في الهجرة الجماعية للتكدس في ضواحي بني ملال وإخلاء المكان للجردان والقردة. ولهذه النقطة بالذات وبصريح العبارة يا مولاي، ففي غياب قنوات الصرف الصحي والمرافق الاجتماعية الضرورية وفي غياب الإمكانيات المادية لتجزئة وتجهيز الأراضي التي لا قيمة لها وبالخصوص، في غياب تصميم مكتب الدراسات الذي يكتسي أهمية بالغة في احترام القوانين والمعايير اللازمة لضمان سلامة البنايات، فلأي شيء يليق تصميم المهندس المعماري المفروض ما دام المواطن غير ملزم باستعمال الخرسانة والترسانة الضرورية؟؟ وفي هذا الصدد، فهل من المعقول يا مولاي، أن تتساوى رسوم رخص البناء في الجبال الوعرة مع رسومها في بعض المدن أو بالأحرى أن تساوي نصف سعرها في ولاية الدارالبيضاء الكبرى المهيمنة على الاقتصاد بكل أنواعه والتي كانت تعتمد سابقا رسوم رخص البناء ابتداء من 5 دراهم حسب المناطق قبل أن يوحدها العمدة في الأيام الأخيرة حيث حددها في 40 درهم للمتر المربع على صعيد عمالات هذه الولاية التي تباع فيها البقع الأرضية بما يفوق أحيانا 40.000,00 درهم للمتر المربع الواحد وهو ما يعادل في أحسن الأحوال ثمن الفدان بأكمله في هذه الجبال الوعرة التي دخلت تنمويا في غياهب النسيان وتحارب فيها الأمنية عوض الأمية نظرا لانعدام من يدافع عنها بصدق وإخلاص. 4) الصحة: 1. دار الأمومة: إن قرية تاكلفت لا تتوفر على غرار نظيراتها على دار الأمومة مما لا يسمح للنساء الحوامل اللائي يتوافدن من بعيد إلى المستوصف بالمكوث في القرية في انتظار التاريخ المرتقب للوضع ويتعرضن بذلكوبالرجوع على ظهر الدواب إلى مخاطر متعددة تكاد تكون في عدد من الحالات السبب الرئيسي في موت التيلاد وكذا الأمهات. وانطلاقا من التجربة المعاشة على أرض الواقع في المناطق المجاورة، فيستحسن يا مولاي، أن تكون دار الأمومة داخل المستوصف وذلك لتمكين المولدات من متابعة الحالات عن قرب. وبالمناسبة ومن أجل إيجاد حل فوري لدار الأمومة، ألا يحق يا مولاي، أن يَهِبَ المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب للجماعة القروية أو لوزارة الصحة، ملحقة الوكالة التجارية التي بناها في 1992 في تاكلفت ولم تستغل قط إذ تم الإستغناء عنها نهائيا نظرا لما طرأ على م.و.ك من تغييرات في التنظيم. ونظرا لانعدام الحراسة، فقد تعرضت هذه البناية لسرقة جميع معداتها ولا تزال إلى حد الآن تتعرض للخراب المستمر من جراء اللامسؤولية وإهمال ممتلكات الدولة !! 2. تأهيل المركز الصحي ليرقى إلى المستوى المطلوب للتخفيف من نقل المرضى إلى المستشفى الجهوي والإقليمي وذلك بتوفير التجهيزات اللازمة المتعلقة أساسا بالحالات الطارئة (المستعجلات – الولادة) 3. تزويد المركز الصحي بكمية كافية من الأدوية تشمل مختلف الأنواع وبالخصوص المتعلقة بلدغات العقارب والأفاعي. 4. تعيين العدد الكافي من الأطر الطبية بالمركز لاستيعاب العدد الهائل من سكان المنطقة. 5. العمل بالمداومة بالمركز الصحي. 6. التعجيل بتعيين طبيب بالمركز الصحي. 7. برمجة مشروع لبناء مستشفى بكامل المواصفات بتاكلفت. 5) التعليم: 1- إعادة النظر في البنى التحتية للمؤسسات التعليمية باختلاف مستوياتها وتزويدها بالاطر الكافية ومختلف التجهيزات. 2- بناء مؤسسات تعليمية جديدة للتخفيف من الاكتضاض الذي تعاني منه المدرسة المركزية. 3- التعجيل ببناء الثانوية الإعدادية المبرمجة. 4- بناء فرعيات بالدواوير المجاورة للحد من الهدر المدرسي. 6) الكهرباء: 1) تقوية الشبكة الكهربائية الضعيفة التي جعلت القرية تعيش في ظلام دامس منذ عدة شهور. 2) وضع حد للإنقطاع المستمر للكهرباء بدون إشعار لفترات طويلة مما يؤدي إلى ضياع التجهيزات المنزلية. 3) تزويد جميع الأحياء بالإنارة العمومية. 4) ربط الأحياء المهمشة بالشبكة الكهربائية. 7) البنى التحتية المختلفة: 1) إصلاح الطريق الجهوية رقم 306 انطلاقا من واوزغت إلى القصيبة عبر تاكلفت التي أهملت وأصبحت في وضع كارثي. 2) إنجاز قنوات الصرف الصحي. 3) تبليط الأزقة. 4) برمجة مشاريع مختلفة لتهيئ مركز تاكلفت. 5) بناء الشعاب بالمواصفات التقنية. 6) بناء مركز للتكوين المهني لتأطير شباب المنطقة. 7) تجهيز دار الشباب والمركز متعدد الاختصاصات بالمعدات اللازمة لفتح أبوابهما. 8) إصلاح القنطرتين المقامتين على وادي العبيد التي أصبحتا في حالة يرثى لها. 9) بناء قنطرتين جديدتين لتمكين الشاحنات من تمرير حمولات كبيرة في أمان. 10) تهييء محطة لسيارات الأجرة وتجهيزها بالمرافق الضرورية للمسافرين. 8) عائدات ثروات المنطقة: إن نهري "ويرين" أو "واد العبيد" وكذلك "أسيف ملول" اللذان يقطعان أراضي إقليمأزيلال، يصبان سنويا ملايير من الأمتار المكعبة في حوض بين الويدان حيث بنى المستعمر عليهما سدا من أكبر سدود المملكة. وبفضل هذه الثروة المائية الهائلة التي تجري في المضيق المنخفض والتي لا تنفع الساكنة في شيء، فإن المحطتين الكهرمائيتين لبين الويدانوأفورار تنتجان طاقة كهربائية مهمة تعلب دورا أساسيا في النمو الاقتصادي للبلاد ومع ذلك، فلا تزال الساكنة تعيش في ظلام دامس ولا تستفيد من عائدات هذه الثروة ولو بمقدار حبة رمل... وتجدر الإشارة كذلك، أن المياه المتدفقة من هذه الجبال، أخذت منها قنوات ضخمةللري عبر محطة أفورار وتسقى منها سهول تادلة وبني ملال والفقيه بن صالح وسوق السبت كما أخذت منها كذلك قنوات الماء الصالح للشرب لسد حاجيات كل من مدن قلعة السراغنة وسطات وخريبكة والدارالبيضاء وذلك في وقت يبحث فيه مواطنوا قبيلة "أيت داود أوعلي" عن قطرة ماء لسد رمق عطشهم وعطش قطعانهم... وعلاوة على هذا، فإن ''تگانت'' التي كانت في عهد الأجداد تخيف بأسودها ونمورها والتي، منذ أن أصبحت تدعى الغابة وبالخصوص، منذ أن تحولت من أراضي الجموع إلى ملك الدولة، فقد أصبح الأخضر واليابس فيها محرما على المواطن الذي يعيش بين أحضانها وفتح باب الانتفاع على مصراعيه أمام المقاولين الذين يستنزفون ثرواتها لصبها بأكملها في المدن... وللإشارة، فإن المعتصمين أرجحوا مطلب عائدات الثروات لطرحه على صعيد كونفيدرالية"أيتسخمان" بمكوناتها الخمسة وذلك للمطالبة الملحة بمراجعة القوانين المجحفة التي همشت سكان المناطق الجبلية التي لا تزال تحت راية دولة الحق والقانون تتخبط كالبط في أوحال الفقر المدقع ... ونظرا للوضع المتردي وأمام الأبواب الموصودة والآذان الصماء، فلم يجد المواطنون بدا من تنفيذ مسيرة مشيا على الأقدام رجالا ونساء، شبابا وكهولا لما يزيد عن 70 كلم ليلة الثلاثاء 02/04/2013 في اتجاه ولاية جهة تادلة ازيلال وتمكنوا بعزيمتهم القوية من اجتياز الحاجز الأمني الذي رصد لاستقبالهم بالهراوات. وعند وصولهم إلى مقر الولاية، خرج الوالي إلى الساحة وخاطبهم حسب تصريحاتهم بعجرفة وسخرية لا نظير لهما قائلا لهم" انتما أصحاب تاكلفتخايبينوكتقلبوا على البلا" ثم أدار لهم الظهر وانصرف متناسيا أن هذا الأسلوب المتجاوز لا يليق بابن المنطقة ويتناقض مع توجهات عاهل البلاد الذي يصافح المواطنين ويعانق المعاقين. وبعد ذلك، عقد المحتجون لقاء مع نائب الوالي الذي حدد لهم موعدا مع عامل إقليمأزيلال. ولما اتضح بالملموس للجنة الحوار التي عينها المحتجون أن لقاءها مع عامل إقليمأزيلال في مقر العمالة وكذلك لقاؤها مع الكاتب العام للعمالة في مقر قيادة تاكلفت لم يسفرا عن أي إرادة ملموسة لإيجاد الحلول الملائمة للمطالب المستعجلة التي تطرح نفسها بقوة القهر والحرمان، عزم المواطنون على مواصلة احتجاجهم بمختلف الأشكال النضالية المتاحة لتحقيق مطالبهم المشروعة ودخلوا في اعتصام مفتوح يوم 08/04/2013 أمام مقري القيادة والجماعة. وفي 17/04/2013، هجمت قوات الأمن مع بزوغ الفجر على ميدان الاعتصام وانهالت على المحتجين بالهراوات كما أقدمت بطريقة بشعة،على إزالة الخيمة والرايات وصور جلالتكم ولافتة المطالبة بالزيارة الملكية كما تم حجز المحرك الكهربائي وتذمير جميع أواني الطبخ... وفي الوقت الذي ظنت فيه السلطات بسوء معرفة أعراف وثقافة القبيلة، أنه سيتم بهذا الإجراء المعتاد تفريق المعتصمين، تناست أنها صبت الزيت على النار إذ انتشر الخبر بسرعة ونزل كالصاعقة على الساكنة التي هاجت أعصابها فتوافدت الحشود الكبيرة للمؤازرة من المركز نفسه ومن أسكار وأم الحسنتوتاغياوأكرضنوسنيوتابرعيتوأكلافوتيفيرتوتامتكارفوأيت سيدي عزيز وهي تردد فرادا وجماعات شعارات التنديد واستنكار الأسلوب القمعي الذي طال المعتصمين رغم احتجاجهم بطريقة سلمية وحضرية خلافا للمعتاد لدى القبيلة فيما مضى من الأزمان. وهكذا كبر الحجم وأغلقت الدكاكين والمقاهي أبوابها وشلت حركة نقل المسافرين والبضائع بانضمام أرباب سيارات الأجرة والشاحنات إلى المعتصمين. أمام هذه الأزمة التي أخذت منحى تصاعديا وكانت ستزداد تفاقما بانضمام الأسرة التعليمية دون استئناف العمل في نهاية العطلة، انتقل السيد العامل إلى عين المكان يوم 20/04/2013 وعقد لقاء مع لجنة الحوار في مقر القيادة دام سبع ساعات مما حال دون وقوع الفاجعة المقررة كرد فعل على الاعتداء وعلى إهمال المطالب. وبعد انتهاء الحوار المستفيض، أعطت اللجنة للمعتصمين تقريرا مفصلا للنتائج التي أفضى إليها كما تدخل أعضاء من الوفد المرافق للعامل من أجل طمأنة المنتفضين لكنهم برهنوا لهم بصريح العبارة أنهم غير مطمئنين ولا يثقون في الوعود نظرا لعدم وفاء السيد العامل بوعود معسولة سبق أن أعطاها في الماضي القريب لكل من آيتتامجوطوآيت بولمان وآيت حمزة بعد أن تناول معهم وجبة غذاء في مواقعهم. ولهذاالأمر بالذاتوعلما بأن فاقد الشيء لا يعطيه، فماذا بإمكان السلطات الإقليميةلأزيلال أن تفعل لحل كل المعظلاتومواجهة التحديات الثقيلة والاستجابة الفورية للمطالب المتعددة المطروحة بقوة اليأس والإحباط في ظروف الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية التي يتسع فيها الفقر وتتفشى فيها البطالة خاصة وأن إقليمأزيلال الذي يعتبر أكبرإقليم في المملكة اتساعا يحتل بامتياز صدارة الأقاليم الفقيرة وستزيده طبعا الجهوية المرتقبة الغير متوازنة تأزما وافتقارا. وفي الأخير تقدم السيد العامل وخاطب المعتصمين في الواحدة صباحا وأعطاهم وعودا للإنكباب شخصيا على مطالبهم المشروعة وعلى السهر على إيجاد الحلول الملائمة لها في أقرب وقت.ورغم إيمانهم بأن المؤمن لا يلذغ من الجحر مرتين، فقد تلا الجميع الفاتحة بتلاطف مع العامل ووفده وفك المحتجون الاعتصام ورجعوا إلى منازلهم مرددين شعار ''المؤمن إذا عاهد وفى'' وهم الآن يترقبون في حيطة وحذر بتنسيق مع لجنة الحوار والتتبع، تفعيل الوعود على أرض الواقع. انطلاقا مما سبق ذكره ونظرا لما يعاني منه مواطنوا قبيلة أيت داود أوعلي من تهميش وإقصاء وفقر وبطالة وشح المواد الغذائية وغلاء الأسعار وضعف القدرة الشرائية وتدني الخدمات المختلفة وغياب البنى التحتية الأساسية من جراء سياسات الحكومات المتعاقبة التي عوض أن تتجند من أجل مغرب عادل وديمقراطي، فقد انخرطت كلها في مسلسل إنتاج التخلف وتوسيع الفوارق الطبقية وتكريس سياسة تهميش وإقصاء سكانالجبال الذين غرز الزمن أنيابه في أجسادهم حتى وصلت إلى العظم وحكم عليهم القدر المحتوم بالعيش المؤبد في الخلاء والعراء، فإني أرجوكم، يا مولاي، في إطار طموحاتكم لنشر العدالة الاجتماعية والديمقراطية، إعطاء تعليماتكم السامية للمسؤولين لكي يعتمدوا منهجية جديدة في التعامل مع الواقع الاقتصادي والاجتماعي المزري ولكي يتخذوا الإجراءات الصارمة لإيجاد الحلول الناجعة والفورية للمشاكل المطروحة وذلك لتمكين مواطني قبيلة أيت داود أوعلي المتعرضين للظلم بكل أشكاله من العيش الكريم في العز والكرامة والطمأنينة كغيرهم طبقا لمضامين الدستور والسلام. "يتبع" إمضاء: على أوحمان