عقد حزب الأصالة والمعاصرة مساء يوم الأحد 03 ماي 2009 لقاء تواصليا مع ساكنة دائرة دمنات بحضور اَلسيد محمد الشيخ بيد الله الأمين العام للحزب، والسيد سعيد زعزاع برلماني الحزب عن دائرة دمنات أزيلال، وبحضور بعض أعضاء المجلس الوطني للحزب وأبرزهم السيد فؤاد عالي الهمة. اللقاء عرف حضورا قويا لساكنة المنطقة من المدينة والمناطق الجبلية القريبة منها الشيء الذي يعكس التعبئة القوية والواسعة لأعضاء الحزب رغم حداثة هيكلة الحزب على مستوى الجهة، والرغبة في دخول وازن للإستحقاقات الانتخابية-الجماعية المقبلة. وكان أول المتدخلين في اللقاء السيد سعيد زعزاع المنسق الجهوي للحزب تناول في كلمته الترحيبية باسم اللجنة التنظيمية الخطوات العريضة لبرنامج الحزب والإضافة النوعية التي يمكن أن يقدمها للمنطقة والوطن ككل، ثم بعد ذلك تحدث السيد محمد الشيخ بيد الله الأمين العام للحزب في كلمته معرفا بالحزب والمسار الذي سبق الإعلان عن تأسيسه، محددا وسائل عمله معتبرا أن الرأسمال البشري هو المدخل الأساسي لتحقيق التنمية والرفاه للمغاربة، والركيزة الأساس لتجاوز معوقات التنمية مؤكدا على ضرورة انخراط الجميع في مسار العصرنة والتحديث الذي تعرفه البلاد بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وتحدث الأمين العام عن ضرورة وضع بنك للمشاريع خاص بكل جهة يتم إنجازه بتشارك مع المواطنين لتحديد أولويات كل منطقة. وعرج السيد بيد الله كذلك في كلمته على ما أسماه بالإنجازات الكبرى التي حققها المغرب في السنوات الأخيرة، خاصة مدونة الأسرة على الصعيد الاجتماعي وهيئة الإنصاف والمصالحة على الصعيد السياسي، ثم مقترح الحكم الذاتي لأقاليمنا الجنوبية الذي رأى فيه السيد بيد الله حلا يحفظ ماء وجه طرفي النزاع وينهي حالة الصراع الذي عطل مشروع المغرب العربي ومعه مستقبل شعوب المنطقة. وبعد ذلك فتح الباب للمناقشة مع الساكنة ومختلف الفاعلين بالمنطقة، النقاش الذي تميز بالعفوية ولم يخل من تدخلات غاضبة ومعاتبة، خلقت تشنجا مع بعض المتدخلين. الذين ركزوا في مداخلتهم على التهميش والإهمال الذي تعاني منه المنطقة على مختلف المستويات من ضعف البنية التحتية كالطرق والمستشفيات والمدارس، وتحدث بعض السكان عن معاناتهم بمختلف مداشر المنطقة خاصة مع الحصار المضروب على بعض المناطق جراء التساقطات التي تعرفها المناطق الجبلية. كما سجل بعض المتدخلين ما اعتبروه أخطاء وتجاوزات لهيكلة الحزب محليا خاصة بعض الوافدين الجدد على حزب الجرار ممن عرفوا بكثرة تغيير ألوانهم الحزبية عند كل استحقاق. كلمة السيد فؤاد عالي الهمة جاءت في شكل رد عفوي ومنفعل من بعض المداخلات المستفزة التي قرأ فيها دليلا على أن اللقاء حقق فعلا هدفه التواصلي، متسائلا هل بمقدور بقية الأحزاب فتح النقاش الصريح وغير المفبرك مع الموطنين والاستماع لمختلف الآراء، وركز على ضرورة أخد المبادرة ردا على بعض الآراء السلبية التي رأى أنها لم تتجاوز مستوى تشخيص الواقع ومشكلاته، معتبرا أن الإبداع الحقيقي هو في طرح الحلول والإيجابية في مواجهة المعوقات والإكراهات، وفي معرض جوابه على من يشكك في جدوائية المجالس المنتخبة ذكر السيد فؤاد عالي الهمة بتجربته ومنجزاته بمنطقة الرحامنة خلال فترة رئاسته للمجلس الجماعي، كما اعتبر أن الحزب وسيلة للعمل وليس غاية بحد ذاته، وأن باستطاعة منخرطيه من ساكنة المنطقة تصحيح مختلف الاختلالات التي قد تصاحب هيكلته. وأكد على ضرورة القطع مع الأفكار المتخلفة التي عطلت تقدم المغرب وأخرته سنوات، لم يعد ممكنا رهن مستقبل المغرب بالعودة إليها. ولم يفت السيد عالي الهمة الذي أنهى كلمته مع بدء تساقط الأمطار أن يتساءل هل هي فأل خير؟ قد يبشر بمستقبل الأصالة والمعاصرة ذلك ما ستجيب عنه الأيام المقبلة.