بعيدا عن المراكز ، وعن أضواء الإعلام ، و في حضن الأطلس الكبير ببلدة ابزو ، استضافت جمعية آفاق ابزو يوم 26/04/2009 بدار الشباب ، الشاعر و الباحث المصطفى فرحات للاحتفاء بإصداره الأخير : ( ابزو : محاولة لاسترجاع الذاكرة المفتقدة ) بمشاركة كل من الباحث و الروائي عبد الكريم جويطي ( المندوب الجهوي لوزارة الثقافة ) و الشاعر صالح البريني ، و القاص عبد الله ساورة ، و الصحافي عبد الكريم ساورة . و بعد كلمة الجمعية التي أكدت على أن هذا اللقاء يندرج ضمن المشروع الثقافي للجمعية ، و الذي يقوم على ركيزتين أساسيتين : - دعم الطاقات الثقافية المحلية ، و التعريف بعطاءاتها ، و التنويه بمجهوداتها . - الإنفتاح على مختلف الفعاليات الثقافية ، سواء على المستوى الجهوي أو الوطني. تناول الكلمة الأستاذ عبد الكريم جويطي ، معتبرا لحظة الإحتفاء بالكتاب ، لحظة تاريخية . ملاحظا أن الكثير من المدن المغربية لم تحظ بمن يكتب عنها ، أو من يؤرخ لها . و أن المدن تُعرف و تخلد بأعلامها .و هذا الكتاب أخرج مدينة ابزو من هامش العتمة إلى دائرة الضوء ، كما أن صاحبه خلد بعمله هذا هذه المدينة المنفية خارج أسوار التاريخ . و أثنى المتدخل على الجهد الذي بذله الكاتب ، خاصة أمام ندرة المصادر و المراجع و الوثائق . مؤكدا أن المصطفى فرحات استطاع بهذا الجهد أن ينفض الغبار عن الذاكرة البزيوية . و في مداخلته بعنوان " الخروج من العتمة ، قراءة في كتاب – ابزو : محاولة لاسترجاع الذاكرة المفتقدة – " .. قدم الأستاذ صالح البريني ، مقاربة عاشقة و تأملية للكتاب و طروحاته . معتبرا الكتابة التاريخية حول منطقة ( هسكورة ) آلية من آليات استرجاع الذاكرة البزيوية التي طالها النسيان و التهميش . و قد لاحظ أن الكاتب تناول في عمله هذا المنسي و المهمش في التاريخ البزيوي ، متوسلا في ذلك بمنهج كرونولوجي في تناول المعطيات التاريخية و الأحداث و الوقائع ، و كذلك الدور الذي اضطلعت به مدينة ابزو في التاريخي السياسي للمغرب . و كذا مساهمة التلاقح الديني داخل المزيج المجتمعي و التنوع السكاني في بلورة الشخصية البزيوية المتمدنة و المتحضرة . كما لاحظ أن المصطفى فرحات تبنى في عمله هذا منهجا انتروبولوجيا سمح له بأن يلقي حجرا ثقيلا في بحيرة الذاكرة البزيوية الراكدة . ثم تدخل الأستاذ عبد الكريم ساورة و نوه في مداخلته بالكاتب المصطفى فرحات ، و عده سفيرا فوق العادة لمدينة ابزو يحملها معه أينما حل و ارتحل . كما أشاد القاص عبد الله ساورة بالكاتب و بمجهوداته في التعريف ببلدته .و أشاد أيضا بعطاءاته المتميزة سواء في الشعر أو في النقد أو في الدراسات التاريخية . ثم فُتح حوار مع الكاتب أضاء كثيرا من الجوانب الخفية في ذاكرة ابزو ، و كانت فرصة للمصطفى فرحات كي يطلع الحاضرين على مشروعه الثقافي ، و منها إصدار كتاب حول الأمثال البزيوية . و أثناء حفلة الشاي تم توقيع الكتاب في جو حميمي.