في إطار التخفيف من ظروف العيش الصعبة التي تعانيها الأسر ذات الحالة الاقتصادية الهشة بعد إعلان وزارة الداخلية عن فرض “حالة الطوارئ الصحية” للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد ، قام أبناء الجالية المغربية المنحدرين من منطقة واومنة إقليمخنيفرة بمبادرة إنسانية فريدة تضامنا مع الأسر الفقيرة والمعوزة بالمنطقة، من خلال التبرع بمبلغ إجمالي قدره 21 مليون سنتيم. وقد لقيت هذه المبادرة الإنسانية الجميلة استحسانا كبيرا في أوساط الساكنة الواومانية، لكونها تسعى إلى ترسيخ قيم التضامن والتآزر بين المغاربة داخل وخارج أرض الوطن لتجاوز هذه المحنة التي تمر منها بلادنا والتي خلفت آثارا سلبية على مجموعة من المستويات، منها المستوى الاجتماعي والاقتصادي. ولأن في طيات كل محنة منح، فقد كشف هذا الوباء الخطير عن المعدن الحقيقي للمغاربة، وأحيت في نفوسهم قيم التضامن والتآزر والتعاون من أجل تجاوز هذه الفترة العصيبة وبلوغ بر الآمان والنجاة. وفي هذا الصدد يقول أحد أبناء واومنة مصطفى بوكريم “بمجرد إعلان أعلى سلطة في البلاد عن إحداث صندوق لجمع التبرعات ضد الجائحة وتبرعه من ماله الخاص، تقاطرت المبادرات التضامنية كل حسب قدرته واستطاعته لكن الهدف واحد التخفيف من آثار الجائحة على المواطن المغربي المتضرر”. وأضاف بوكريم أن “أبناء جالية منطقة وواومنة بكل من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، جزء من تلك المبادرات، حيث كان اتصال بين شخص بالمنطقة وصديق له بفرنسا الشعلة الأولى لانفجار القلوب تضامنا وتكافلا كعادتها، اقْتُرِحَت الفكرة ثم انتشرت بين أفراد الجالية ثم تمت تلبية النداء وتحقق الأمر بكل بساطة، لأن هؤلاء يحملون هم الوطن أينما كانوا يفرحون لفرحه ويبكون لبكائه، هم كفاءات مغربية من مختلف الأجيال ناجحون في مجالاتهم المهنية المتنوعة”. وأكد بوكريم أنه في زمن الكُرب تعرف الصديق من صاحب المصلحة والطريق، فأن يبادر أبناء واومنة بالخارج إلى جمع المبلغ المالي في هذا الظرف الذي يعرف العالم فيه ركودا اقتصاديا ليس بأمر هين أبدا، فألف تحية احترام وتقدير لكم صديقاتي أصدقائي أينما كنتم، لقد أُعجِبت الساكنة بالمبادرة وشكرت عطاءكم في هذا الوقت الصعب. وأشار ذات المتحدث إلى أن أصحاب هذه المبادرة يعملون الآن على تأسيس جمعية لهم تنقلهم من التضامن إلى الاستثمار في منطقتهم الأم، وهو أمر في غاية الأهمية يحقق مقاربة تشاركية في النهوض بأوضاع المنطقة، علما أن المبادرة لا انتماء سياسي يقف وراءها إلا الانتماء للوطن وخدمته من أرض المهجر، وهو أمر يجب احترامه لا الجري نحو محاولة تبني المبادرة للاستفادة من عائداتها الانتخابية مستقبلا وهو أمر منبوذ عموما ولا سيما في هكذا ظروف. وختم كلمته بتوجيه شكره للسلطات المحلية بالمنطقة على التنظيم المحكم والسهر على التوزيع العادل الذي قامت به جمعية محلية للمبلغ المتبرع به لفائدة الساكنة الواومنية، وشكر كل من سهل إنجاح العملية، وأصحاب المبادرة من أفراد الجالية الواومانية بالخارج.