منذ قرار الحجر الصحي و الرأي العام يتابع باهتمام سبل التطبيق من طرف السلطات المحلية و مستوى اللالتزام من طرف المواطن و المواطنة بهذا القرار . لقد بدأ الالتزام تدريجيا بفعل التوعية التي يقوم بها الإعلام الرسمي و حملة المواطنين على الفضاء الأزرق ” الفايسبوك ّأو “اليوتوب ” لكن كانت هناك عوامل جعلت الشطط في استعمال السلطة يقوض شروط الالتزام . إنها عوامل لها ارتباط بلقمة العيش اليومي بالنسبة لأسر ليس لها دخل يومي إلا من خلال مهنة الباعة الجائلين أو النقل بواسطة عربة مجرورة أو مدفوعة و لا يملكون بطاقة راميد و لا تغطية صحية ، و هناك عوامل لها ارتباط بشباب أصابتهم مصيبة البطالة التي تفضي إلى الانحراف ، و لا يهمهم هذا الوباء لا من قريب و لا من بعيد ، لأنهم في حياتهم اليومية خارج التغطية و يعتبرون أنفسهم مهمشين و لا حظ لهم في هذه الحياة و لم تحاول السلطات فتح جسر معهم حتى ينخرطوا في توطيد الالتزام ، و هناك مواطنون و مواطنات ارتبطت حياتهم بالتسول . ظاهرة لم تبالي بها السلطات حتى أصبحت حقا . امام هذه الإشكالات التي ما هي إلا تراكم نتائج سياسة الدولة المتبعة اتجاه المجتمع وقع خلل في تطبيق قرار الحجر حيث بدا واضحا بأن الحكومة لم تكن لها استراتيجية مبنية على دراسة واقعية للتشكيلة الاجتماعية لتحديد آليات التعاطي مع هذه الحالات بل اكتفت بإغلاق المؤسسات التربوية و المساجد و الأسواق الأسبوعية و محلات بعض الحرف و الو رشات الميكانيكية، لكنها لم تضع في الحسبان هذه الفئات التي يصعب عليها تطبيق القرار لأنه بالنسبة إليها إعدام أرزاقهم . فاكتفت وزارة الداخلية بتنزيل مذكرات تلو الأخرى لمنع الناس من الخروج و من التجمعات. كذلك رئاسة النيابة العامة اصدرت مذكرة مفادها التطبيق الصارم لقرار الحجر و تطبيق العقوبات المترتبة عن أي خرق . لكن التعاطي مع قرار الحجر على أرض الواقع كان يخلو من أية منهجية تحول دون ارتكاب اخطاء في الممارسة من طرف السلطات العمومية و الالتزام من طرف المواطن و المواطنة. الشيء الذي ترتب عنه شطط في استعمال السلطة كان ضحيتها مواطنون ومواطنات يبحثون عن لقمة عيش ، و إلا ما ذنب بائح الحوت الذي تناقلته المواقع التواصلية حيث القائد يقوم بإتلاف سلعته و التي كانت هي قوت أولاده ذلك اليوم ؟ و ما ذنب باعة متجولين بأسواق السلام باكادير و هم يرون بضاعتهم تتعرض للإتلاف أي ٍضياع رأسمالهم الذي به يعيشون ؟.. وما ذنب المرأة التي لجأت إلى مقاطعة بالدار البيضاء لتسأل عن عدم استفادتها المادية من بطاقة راميد فيتم تعنيفها و تتم إهانتها من طرف قائد المقاطعة حسب ما حكنه عبر شريط فيديو تشكو الحكرة التي تعرضت لها من طرف هذا القائد ؟ و ما ذنب الشاب الذي تعرض للتعنيف بالشماعية من طرف الباشا و تم اعتقال أخويه من بينهما الناشط الحقوقي و السياسي في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وفي حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي ؟ و ما هي دوافع القائد الذي ظهر عبر شبكات الانترنيت للتواصل الاجتماعي و هو يصفع شابا في الشارع العام و أمام الناس ؟ . إن التعاطي مع الشرائح الاجتماعية المذكورة بأسلوب بعيد عن الإنسانية و عن التواصل الهادف و المثمر و البناء يعكس منطق الاستبداد و عودة النظام السياسي إلى عقود الجمر و الرصاص . لكن هذه المرة فالشعب لن يصمت لأن التاريخ هو الحامل للتغيير و هو الحكم بين الناس .