تظاهر المكسيكيون امام “جدار اترام” لمنع الأمريكيين من العبور نحوهم لأنهم أكثر شعوب المنطقة الحاملة لفيروس كورونا , و هنا يتبين فشل سياسة هدر ما يناهز 3 مليار دولار لبناء جدار على الحدود مع المكسيك لمنع تسلل المهاجرين نحو أمريكا ، لكن الظروف شاءت بفعل فيروس كرورنا أن يفاجأ الأمريكيون برفض المكسيكيين العبور إلى بلادهم . مشهد له اكثر من دلالة ، سياسية و اقتصادية و اجتماعية فالمكسيكي فضل الحياة مقتنعا بأنه لا خير في الضفة الأخرى . انطلاقا من هذا الوضعية التي وصل اليها راس الفتنة العالمي ، الرئيس اترم يتبين بأن النظام الرأسمالي لا يخطط إلا لكي يموت ، كما يموت النسر بالانتحار. فالنسر حينما يشعر بالعجز على مواصلة الحياة بنفس القوة يلجأ إلى إحدى القمم العالية ثم يقفز نحو الأرض بضم جناحيه و رأسه نحو الأسفل .إنها الصورة الحقيقية لبداية نهاية الأنظمة الرأسمالية المتوحشة .ذلك بان النظام الرأسمالي لا ينتج القيم الإنسانية و المجتمعات المتماسكة و الموحدة والمتضامنة و لا يريد من الإنسان إلا عرق جبينه و دمه ، و إنما ينتج الفتن و الحروب كي يتقوى ، كالحيوان الهجين الذي لا ينجب فهو بذلك لا يعرف طعم الروابط الإنسانية و لن تكون له امتدادات في الحياة . فالأنظمة الرأسمالية ضربت على نفسها الحصار الاقتصادي و الاجتماعي و المالي بقرار فيروس كرونا و ليس بقرار مجلس الأمن ، بعدما كانت تعاقب دولا تختلف معها سياسيا بالحصار الاقتصادي و احيانا بالحصار الشامل ، خاصة بالنسبة للدول التي لها علاقة مع الدول ذات الأنظمة الاشتراكية ، كالصين الشعبية مثلا و الاتحاد السوفيتي سابقا . بفعل انتشار فيروس كورونا انهارت قيمة العملات ببورصات القيم في العالم و لم تستطع الخروج من المنطقة الحمراء رغم خطط الإنعاش التي اتخذتها الدول لتحفيز اقتصادياتها في مواجهة تداعيات انتشار فيروس كورونا و في مقدمتها الخطط الأميركية. لقد ظهرت مؤشرات تنبأ بنهاية ركائز النظام الرأسمالي الذي ظلت دول عربية تلهت وراءه على حساب حقوق شعوبها الاجتماعية و الثقافية . إذن فحصار فيروس كورونا يكون أقوى حصار اقتصادي شامل جعل عددا من الأنظمة تراجع سياستها الاقتصادية و الاجتماعية المبنية على الاستغلال الأعمى للإنسان و استنزاف الثروات الطبيعية و تلويت البيئة