ترأس والي جهة بني ملالخنيفرة السيد الخطيب الهبيل لقاء جهويا حول الصحة المدرسية والجامعية والنهوض بصحة الشباب واليافعين، وذلك مساء يوم الأربعاء 25 دجنبر 2019، خصص لتقديم ومناقشة وكذا المصادقة على برنامج العمل الخاص بالمخطط الجهوي البين قطاعي للصحة المدرسية والجامعية والنهوض بصحة الشباب واليافعين لجهة بني ملالخنيفرة برسم فترة 2020-2023. وفي كلمته بالمناسبة أكد والي جهة بني ملالخنيفرة، أن هذا الاجتماع الذي ينعقد في إطار أشغال اللجنة الجهوية للنهوض بالصحة المدرسية والجامعية، يأتي لتفعيل بنود ومواد الاتفاقية الإطار للشراكة البين قطاعية الموقعة سنة 2018 بين كل من وزارة الصحة، وزارة الداخلية، وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. وأشار الخطيب الهبيل إلى أن التلاميذ والطلبة واليافعين والشباب في المغرب يشكلون نسبة مهمة في الهرم السكاني المغربي، وركيزة أساسية للدفع بعجلة التنمية للبلاد، حيث تشير أرقام المندوبية السامية للتخطيط، أن الفئة المتمدرسة على الصعيد الوطني تمثل أزيد من 9 ملايين نسمة، فيما تمثل نسبة اليافعين والشباب ما يقارب ثلث الساكنة بالمغرب، أي ما يعادل 28% حسب الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2014، وعلى مستوى جهة بني ملالخنيفرة تمثل الفئة العمرية ما بين 10و24 سنة 25% من مجموع ساكنة الجهة. وأضاف والي الجهة، أن الدراسات الميدانية، التي أنجزتها وزارة الصحة في السنين الأخيرة، بتعاون مع منظمة الصحة العالمية، أظهرت أن نسبة المراهقين والشباب، ذكورا وإناثا، الذين يتعاطون للتدخين وصلت إلى 7,9%، أما نسبة الذين يتعاطون للمخدرات فناهزت 13,3%، ووصلت نسبة الذين يعانون من اضطرابات نفسية حادة قد تؤدي إلى الانتحار في بعض الحالات إلى 16%، كما أن هناك نسب عالية من هذه الفئة لا يمارسون أي نشاط بدني، إضافة إلى تفشي ظاهرة العنف داخل المؤسسات التعليمية وخارجها حيث وصلت نسبة التلاميذ المعنفين 23,3%، الشيء الذي يستدعي تعبئة جميع الوسائل للتصدي لهذه الظواهر السلبية التي يتعرض لها شبابنا. وشدد الخطيب الهبيل في ذات الكلمة، على أن الاهتمام بفئة التلاميذ والشباب، يأتي في صلب الاستراتيجيات والأولويات الوطنية ببلادنا، بل وشكل محور مجموعة من الخطب السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، حيث ما فتئ جلالته يدعو إلى إيلاء هذه الفئة من المجتمع المغربي العناية اللازمة من خلال التفكير في إيجاد حلول مبتكرة وواقعية تهدف إلى تمكينهم من جميع الحقوق التي يخولها لهم الدستور المغربي، كما دعا جلالته كذلك إلى جعلهم في صلب النموذج التنموي الجديد الذي شكل محور الخطاب الملكي السامي، الموجه الى الشعب المغربي بمناسبة الاحتفال بذكرى ثورة الملك والشعب في 20غشت 2018، حيث قال حفظه الله: SONY DSC “….وها نحن اليوم ندخل في ثورة جديدة لرفع تحديات استكمال بناء المغرب الحديث، وإعطاء المغاربة المكانة التي يستحقونها، وخاصة الشباب، الذي نعتبره دائما الثروة الحقيقية للبلاد. لقد سبق أن أكدت، في خطاب افتتاح البرلمان، على ضرورة وضع قضايا الشباب في صلب النموذج التنموي الجديد، ودعوت لإعداد استراتيجية مندمجة للشباب، والتفكير في أنجع السبل للنهوض بأحواله. فلا يمكن أن نطلب من شاب القيام بدوره وبواجبه دون تمكينه من الفرص والمؤهلات اللازمة لذلك، علينا أن نقدم له أشياء ملموسة في التعليم والشغل والصحة وغير ذلك. ولكن قبل كل شيء، يجب أن نفتح أمامه باب الثقة والأمل في المستقبل” … انتهى منطوق الخطاب الملكي السامي. وأشار والي جهة بني ملالخنيفرة إلى أن المغرب يعتبر من الدول العربية الأولى التي صادقت على الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، وقد شهدت سنة 2019 الاحتفال بالذكرى الثلاثين لهذه الاتفاقية بالتزامن مع انعقاد الدورة 16 للمرصد الوطني لحقوق الطفل بمراكش. ودعا الخطيب الهبيل إلى تظافر الجهود، وتعبئة جميع المتدخلين من قطاعات حكومية وغير حكومية ومجتمع مدني بالجهة، لبلورة حلول جدرية وواقعية لمختلف هذه المشاكل مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار أن تعزيز الصحة ونمط العيش السليم لذى فئة المتمدرسين الشباب واليافعين هي مسؤولية مشتركة، وأن العمل على المحددات البيئية والاجتماعية والنفسية للصحة يتجاوز نطاق تأثير ومسؤولية القطاع الصحي لوحده، لذلك فإن الشراكة أمر حاسم لضمان تنسيق الإجراءات وتكاملها وفقا لمهام واختصاصات الشركاء، كما جاء في مقتطف الخطاب الملكي السامي: ” […] »وهو ما يقتضي بلورة استراتيجية شاملة، من شأنها وضع حد لتشتت الخدمات القطاعية المقدمة للشباب، وذلك باعتماد سياسة تجمع بشكل متناغم ومنسجم٬ مختلف هذه الخدمات”. وأبرز والي الجهة أن صياغة المخطط الجهوي البين قطاعي هو نتيجة لتحليل دقيق ومفصل لمجموعة من المؤشرات والمعطيات المتعلقة بمجال الصحة المدرسية والجامعية وصحة الشباب واليافعين بجهة بني ملالخنيفرة، تم الوقوف من خلالها على أهم المشاكل والمعيقات التي تحول دون استفادة هذه الفئة بالشكل الأمثل من مختلف الخدمات والمرافق الصحية والترفيهية بأقاليم الجهة، مع العمل بطريقة تشاركية على تقديم حلول واقتراحات منسجمة وملائمة للحاجيات الحقيقية لهذه الشريحة من المجتمع في أفق تمكينهم من الانخراط الفعلي في تحقيق التنمية المستدامة بهذه الجهة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله. وذكر الخطيب الهبيل، بأن برامج وأهداف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثالثة -خاصة البرنامج الرابع- تأتي في سياق الاهتمام والنهوض بالرأسمال البشري والدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة، من خلال معالجة أبرز أسباب النقص على مستوى التنمية البشرية طيلة مراحل حياة الفرد ومواكبته منذ الطفولة المبكرة إلى مرحلة الشباب عند نهاية مساره الدراسي، وذلك عبر تدخلات ممنهجة تمكن هذه الفئة من الاستفادة وتملك الوسائل والآليات الضرورية لمواجهة تحديات الغد في محيط ملائم يمكنها من تحقيق النجاح الاجتماعي. واعتبر والي جهة بني ملالخنيفرة أن المخطط الجهوي البين قطاعي الذي هم بصدد مناقشته والمصادقة عليه، مناسبة كذلك لوضع تشخيص دقيق للوضعية الراهنة لمختلف التدخلات والبرامج المعتمدة من طرف القطاعات الوزارية الموقعة على الاتفاقية الاطار في مجال الصحة المدرسية والجامعية وصحة الشباب على المستوى الجهوي مع وضع تصور متكامل للمشاكل والحاجيات الحقيقية لهذه الفئة بجهة بني ملالخنيفرة، وفرصة كذلك لوضع اليد على مكامن الخلل واستغلال الفرص المتاحة بالجهة، لتنزيل مختلف البرامج والاجراءات المقترحة والعمل على بلورتها على ارض الواقع، بطريقة تشاركية تضمن تحقيق الالتقائية والانسجام في مختلف الخدمات الموجهة لهذه الفئة. ودعا جميع الحاضرين لتكثيف الجهود والعمل على ايجاد الصيغ والحلول الكفيلة وتوفير الظروف الملائمة لتنزيل أمثل لمختلف البرامج المقترحة ببرنامج العمل الجهوي، وبالتالي تمكين أطفال وشباب الجهة من الاستفادة الفعلية من الخدمات الصحية اللازمة بصفة مستمرة و في ظروف ملائمة تليق بهذه الفئة التي تشكل عماد ومستقبل مغرب الغد. من جهتها، أبرزت الدكتورة نجاة الغربي، رئيسة قسم الصحة المدرسية والجامعية بوزارة الصحة، أن المرتكزات الإستراتيجية لهذا المخطط، الذي يندرج في إطار تفعيل التوجيهات الملكية السامية ذات الصلة، تمحور حول تقوية الشراكة في مجال الصحة المدرسية والجامعية وتعزيز صحة اليافعين والشباب، وتقوية الفحوصات الطبية وكذا خدمات الإنصات والدعم النفسي، ودعم العرض الصحي وتحسين الولوج إلى الخدمات الصحية، وتعزيز الوقاية والتربية الصحية بالوسط المدرسي والجامعي وفي صفوف اليافعين والشباب، والمساهمة في تحسين ظروف الصحة والسلامة بالمؤسسات التعليمية والشبابية والمخيمات الصيفية. وأضافت أن هذا البرنامج البين قطاعي يمثل “استجابة محلية لاحتياجات الفئة المستهدفة وآلية لإشراك مختلف الفاعلين في إطار من الحكامة والديموقراطية التشاركية وفق منظور الجهوية المتقدمة”، مؤكدة أن تعزيز صحة هذه الفئات من المجتمع أخذت حيزا مهما من خطط العمل لوزارة الصحة خلال السنوات الماضية كان آخرها خطة العمل “الصحة في أفق 2025″، وذلك من خلال دعم الاستراتيجية الوطنية للصحة المدرسية والجامعية وتعزيز صحة الشباب، ورصد الإمكانيات المتاحة لذلك. ومن جهته، يأمل الدكتور عبد الرحمان بن حمادي، المدير الجهوي للصحة بجهة بني ملالخنيفرة، من عقد هذا الاجتماع الجهوي حول الصحة المدرسية والجامعية وصحة الشباب تعزيز الخدمات والإجراءات الموجهة لهذه الفئة الغالية من المجتمع المغربي وذلك في إطار من التعاون والتنسيق بين القطاعات المعنية بقضايا الطفولة والشباب، هذا التعاون الذي تم ترسيخه من خلال اتفاقية الشراكة المبرمة بين قطاعات الصحة و الداخلية والتربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والثقافة والشباب والرياضة والأوقاف والشؤون الإسلامية وقطاع الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية. وأشار المدير الجهوي للصحة إلى أهمية هذه الشريحة داخل المجتمع، مما يفرض جعلها في قلب محور التنمية باعتبار أن صحتها ومعارفها وقدراتها ضمان للمستقبل ولكونها الأكثر هشاشة بسبب تعرضها للتغيرات الجسدية والنفسية والتطورات الاقتصادية والاجتماعية والتي قد تؤثر سلبا على صحتها وعلى مستقبلها الدراسي والاجتماعي. وأكد بن حمادي أن العديد من الدراسات المنجزة من طرف مختلف القطاعات بما في ذلك وزارة الصحة، أثبتت أن نسبة مهمة من هذه الشريحة الاجتماعية تتعرض يوميا لخطر التدخين والمخدرات والعلاقات الجنسية الغير المحمية وتسلك أنماطا حياتية غير سليمة من قبل التغذية الغير الصحية وعدم ممارسة أي نشاط البدني. وأبرز الدكتور عبد الرحمان بن حمادي أن معطيات البحث الوطني حول صحة التلاميذ المتراوحة أعمارهم بين 13و 17 سنة، والذي أشرفت على إنجازه وزارة الصحة بتعاون مع منظمة الصحة العالمية تشير أن : 7.9% يتعاطون التدخين؛ 13.3% استهلكوا المشروبات الكحولية على الأقل مرة واحدة في حياتهم؛ 6.5%صرحوا باستهلاكهم للمخدرات أو الحشيش، 64% منهم قبل سن 14 سنة؛ 16% كانت لديهم نية الانتحار؛ 23 ,3% كانوا ضحية للعنف بجميع أنواعه؛ %84،7 لا يمارسون نشاطا بدنيا،%88 من الشباب يستعملون الانترنت يوميا. وأشار ذات المتحدث إلى أن منظمة الصحة العالمية تؤكد أن ثلث الوفيات المبكرة وثلثي عبئ المراضة خلال فترة الرشد سببهما أمراض أو سلوكيات غير سليمة تم تبنيها خلال مرحلة الطفولة والشباب. وتماشيا مع التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى النهوض بتربية وتكوين الأطفال والشباب وضمان مختلف الظروف الأساسية لتحقيق ذلك،والتي ترسخت عند مجموعة من المحطات كان أهمها خطابه بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثانية من الولاية التشريعية العاشرة سنة 2017 والذي أكد فيه أن ” .. تأهيل الشباب المغربي وانخراطه الإيجابي والفعال في الحياة الوطنية يعد من أهم التحديات التي يتعين رفعها. وقد أكدنا أكثر من مرة ولاسيما في خطاب 20 غشت 2012 بأن الشباب هو ثروتنا الحقيقية ويجب اعتباره كمحرك للتنمية وليس كعائق أمام تحقيقها. والواقع أن التغيرات المجتمعية التي يشهدها المغرب قد أفرزت انبثاق الشباب كفاعل جديد له وزنه وتأثيره الكبير في الحياة الوطنية” كما أكد جلالته من خلال الرسالة السامية الموجهة إلى المشاركين في الدورة الأولى للمناظرة الوطنية للتنمية البشرية المنعقدة خلال شهر شتنبر2019أن ” .. الاستثمار في الجوانب اللامادية للتنمية البشرية، والذي تعتبر الطفولة المبكرة أحد محاوره الأساسية، يشكل المنطلق الحقيقي والقاعدة الأساسية لبناء مغرب الغد، وأحد التحديات الواقعية التي نراهن على كسبها، من أجل فتح آفاق واعدة، وتوفير فرص جديدة أمام الأجيال الصاعدة” وأكد بن حمادي أن تعزيز صحة هذه الفئة من المجتمع، اتخذ حيزًا مهما من خطط العمل لوزارة الصحة خلال السنوات الماضية كان أخرها خطة العمل “الصحة في أفق 2025″وذلك من خلال دعم الإستراتيجية الوطنية للصحة المدرسية والجامعية وتعزيز صحة الشباب ورصد الإمكانيات المتاحة لذلك. وذكر المدير الجهوي للصحة بجهة بني ملالخنيفرة بأن مجهودات القطاع تنصب من خلال هذه الإستراتيجية على تحقيق الأهداف التالية: تقوية الشراكة في مجال الصحة المدرسية والجامعية وتعزيز صحة اليافعين والشباب، تعزيز الفحوصات الطبية وكذا خدمات الإنصات والدعم النفسي، دعم العرض الصحي وتحسين الولوج إلى الخدمات الصحية، تعزيز الوقاية والتربية الصحية بالوسط المدرسي والجامعي وفي صفوف اليافعين والشباب، المساهمة في تحسين ظروف الصحة والسلامة بالمؤسسات التعليمية والشبابية والمخيمات الصيفية. وفي نفس الإطار قدم هشام الشوبي، المنسق الجهوي لبرنامج الصحة المدرسية والجامعية ومسؤول التواصل والإعلام، عرضا مفصلا حول”برنامج العمل الجهوي البين قطاعي للصحة المدرسية والجامعية وتعزيز صحة اليافعين والشباب 2020-2023 لجهة بني ملالخنيفرة”، استعرض خلاله مجموعة من الإحصائيات والمعطيات المتعلقة بهذه الشريحة المهمة بالجهة، وأهم محاور خطة العمل، مشيرا في هذا الصدد إلى أن عدد الطلبة ذوي الإعاقة بلغ 1453 سنة 2018، بينما بلغت نسبة فئة المدخنين من بين الأطفال، الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة، 4,9 في المائة. كما أشار إلى أن نسبة 2,5 في المائة من الطلبة، الذين تزيد أعمارهم عن 18 عاما، يعانون من مشاكل ارتفاع ضغط الدم، و3,3 في المائة منهم يعانون من مرض السكري، منوها بالمجهودات المبذولة على المستوى الجهوي من أجل تحسين الوضع الصحي للفئات المعنية بهذا المخطط. وتجدر الإشارة إلى أن هذا اللقاء الجهوي حول الصحة المدرسية والجامعية، حضر كل من عامل إقليم الفقيه بن صالح، ورئيسة قسم الصحة المدرسية والجامعية بوزارة الصحة، ومدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، والمدير الجهوي للصحة بجهة بني ملالخنيفرة، والمديرون الإقليميون لوزارة التربية الوطنية، ورؤساء المصالح الخارجية، وممثلة رئيس جهة بني ملالخنيفرة.