بمناسبة إحالة الأستاذتين الفاضلتين: فاضمة الرداد و مينة الميار على التقاعد بعد أكثر من ثلاثة عقود من التدريس بالسلك الابتدائي، نظمت إدارة وأطر مدرسة المنظر الجميل بأفورار إقليمأزيلال حفل تكريم على شرف الأستاذتين المتقاعدتين تحت شعار: "عاش المعلم في الورى قنديلا" ، وذلك صباح يوم أمس السبت 16 شوّال 1439ه الموافق ل 30 يونيو 2018، حضره رئيس جماعة أفورار المصطفى الرداد وأعضاء من المجلس الجماعي لأفورار و مدير المؤسسة لحسن فاريع والأطر التربوية للمؤسسة وأفراد من عائلة المحتفى بهما زملائهما وأصدقائهما وممثلين عن جمعيات المجتمع المدني بتيموليلت، وبعض التلاميذ القدامى للأستاذة فاضمة الرداد، كل هؤلاء أبوا إلا حضور هذا الحفل تكريما للمحتفى بهما، واعترافا بتضحياتهما وتفانيهما في أداء واجبهما المهني والتربوي بحب وإخلاص، وإشادة بعلاقاتهما الطيبة وأخلاقهما النبيلة الفاضلة مع الجميع. بعد افتتاح هذا الحفل المتميز والبهيج بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم ، ألقى الأستاذ مصطفى علاوي كلمة باسم الأطر الإدارية والتربوية بالمؤسسة ، رحب من خلالها بجميع الحاضرات والحاضرين الذين لبوا الدعوة للاحتفاء بمعلمتي الأجيال اللتين لم تبخلا يوما بجهدهم في إنجاز الرسالة النبيلة الموكولة إليهما، شاكرا لهما عطاءهما والتزامهما بالقيم الحميدة في تعاملهما مع تلاميذهما و زملائهما والإدارة والآباء والأولياء ، والالتزام بالواجبات والمسؤوليات المهنية والتربوية وأدائها بإخلاص وأمانة وتواضع خدمة لمصلحة الوطن، مضيفا أنهم يمثلون بحق القدوة الحسنة للناشئة التي نراها اليوم تتقلد مناصب عالية في مجتمعنا الحالي والتاريخ يشهد له بذلك. وأضاف علاوي أنه من دواعي السرور والاغتباط القيام بهذه الالتفاتة تجاه الأستاذتين المحتفى بهما، وهي التفاتة وفاءِ و عرفانِ للأستاذتين الفاضلتين فاضمة الرداد ومينة العيار اللتين أنهيتا خدمتهما بعد مسيرة حافلة بالعطاء والتضحية ونكران الذات في ميدان التربية والتعليم. وشدد علاوي على أن حضور هذا الحشد من الناس لحفل تكريم هاتين الأستاذتين بمناسبة تقاعدهما يهدف إلى مشاركتهما سعادتهما بأن وصلتا إلى نهاية مسارهما العملي النضالي ، لأن المشوار طويل والزاد قليل والراحلة لا تطيق حمل ثقل المسؤولية الجسيمة التي قد تبدو للبعض بأنها هينة ولكن لا يعرف وزنها إلا من هم حاملوها. وختم كلمته بتوجيه تحية الاحترام والعرفان، والاعتزاز والتقدير، لهاتين الأستاذتين المحتفى بهما، موضحا أنه وزملاؤه في العمل لن ينسوا إخلاصهما وحماسهما وتاريخهما الوظيفي الذي تميز بالعطاء والتضحية ونكران الذات في سبيل أداء الأمانة بكل شرف وصدق؛ راجيا من الله تعالى أن يطيل عمرهما و يسدد خطاهما ويمدهما بصحة جيدة وحياة سعيدة وأن يجعل ما تبقى من عمرهما في طاعة الله عز وجل. هذا ، وألقيت شهادات من الحاضرين في حق المحتفى بهما ، عبروا من خلالها عن عواطف جياشة ومشاعر صادقة تجاه أستاذتين من الجيل الذهبي ،بدلتا جهدا مقدرا من داخل الفصول الدراسية في سبيل تنشئة الناشئة على العلم والأخلاق الحميدة ، واستحضر بعض قدامى تلاميذ الأستاذة فاضمة الرداد السنوات الأولى من تعيينها بمدرسة الأطلس ورقتها وتعاطفها مع التلاميذ خاصة تلاميذ الأسر المعوزة والمنحذرة من الأحياء والدواوير الهامشية أنذاك، ودعوا إلى العمل على تركيز وتكريس ثقافة الاعتراف في منظومة التربية والتعليم، والعمل على تحسين صورة رجل التعليم لأنه يستحق كل خير و تقدير. أما المحتفى بهما فقد ألقوا كلمات مقتضبة ، اختلطت بدموعهما الحارقة والصادقة على فراق الزملاء والتلاميذ وحتى الفضاء الذي قضوا فيه جزءا مهما من حياتهما، كلمات مقتضبة لكنها مؤثرة ذرفت لها عيون الحاضرات والحاضرين ،عبرا فيها ومن خلالها عن امتنانهما واعتزازهما بهذا التكريم الكريم، الذي ترك في نفسيتهما مزيجا من الفرح والأسى ، فاللسان في مثل هذه المناسبات يعجز حقا عن التعبير عما يخالج النفس من مشاعر متباينة، إنها مزيج من الفرح والأسى ، فرح بالحضور الكريم الذي زادهم شرفا، وفرح لأنهم ولله الحمد أنهوا مسارهم المهني بسلام وأمان، أما الأسى فسببه مغادرة هذه المؤسسة العزيزة الغالية وتوديع باقي زملائهم في العمل، كيف لا وقد قضيا سنوات طوال بين ظهرانيها، تقاسما فيها الأفراح والأحزان والتجارب والخبرات مع باقي زملائهم في جو مفعم بالتقدير والاحترام المتبادل. وبعد هذه الكلمات المعبرة والمؤثرة في نفس الوقت أقيم حفل شاي على شرف المحتفى بهما والضيوف الحاضرين وتم تقديم مجموعة من الهدايا لهما.