ان سبب هيمنة الدول الغربية على العالم، هو أنها بقدر ما تكرس الديمقراطية و حقوق الإنسان داخل بلدانها بقدر ما توسع امبريالياتها خارج حدودها٬ ليقينها بأن الديمقراطية والمساواة أمام القانون هو الأصل في الاستقرار٬ وأن الديكتاتورية هو الباب الوحيد للتدخل في الشؤون الداخلية للمجتمعات التي تعاني من كوارث الديكتاتورية و التسلط و الاستبداد، فلولا ديكتاتورية بشار الأسد، و رفعه لشعار " إما أنا أو لا أحد "٬ لما استطاعت القوى الخارجية بمختلف توجهاتها الانتهازية التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا٬ و لما وجدت الجماعات المسلحة بمختلف شرائحها ما تبرر به "جهادها"، فليس هناك أي قوة تستطيع بلقنة أو تدمير شعب يحتكم إلى صناديق الاقتراع . الغرب يدعم الجماعات المسلحة من أجل إسقاط بشار الأسد -كما يزعمون-، و روسيا و إيران و حزب الله يساندون الديكتاتور السوري عمليا و ميدانيا٬ و داعش الإرهابية و أخواتها لا تصنع أسلحة و لا رصاص و تقاتل بشراشة بالأسلحة والرصاص ..! إنها مؤامرة رهيبة ضد سوريا و الشعب السوري . إيران الخميني الذي وصف أمريكا بالشيطان الأكبر و روسيا بالشيطان الأصغر٬ وبعد أن صنفت إيران في محور الشر٬ أصبحت من قوى الموازنة بسبب دفعها واستغلالها عسكريا لتدمير الدول العربية نيابة عن القوى الانتهازية٬ لتحقيق مصالح إستراتيجية على حساب الشعوب التي تداعى عليها الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. لقد استفادت الدول العظمى من تورطها في الحربين العالميتين، وبلغت من المكر عتيا، وأضحت تستغل الديكتاتوريات لإذكاء الفتن بهدف تحقيق مصالحها الإستراتيجية وبيع خردتها العسكرية و تجريب أسلحتها اللاإنسانية٬ و في نفس الوقت تحافظ على ديكتاتوريات أخرى٬ كمشروع احتياطي لأسواق مستقبلية٬ فمؤخرا قال الرئيس الأمريكي الجديد دوناد ترامب حول ما يدور بسوريا، بأنه سيطلب من الدول التي لا تملك إلا المال – كما صرح – بأن تعطي من مالها لبناء مدن للسوريين آمنة و بعيدة عن الاقتتال، فما سبب وصف الرئيس الأمريكي عرب البترول بهذا الوصف و ما الهدف من هذا الوصف ..؟ أكيد أن العالم لم يعد يؤمن بصراع الخير و الشر٬ ولكن أصبح يراهن على نتائج صراعات ما بين المكر السياسي و الغباء الاستبدادي.