تعيش أسرة الأخوين محمد و فدوى اغنيم حياة هادئة رغم الفقر و قلة ذات اليد التي يعانيها رب الأسرة العاطل عن العمل ؛ و ذلك بإحدى زوايا درب ايت الراضي بمدينة الفقيه بن صالح. الأسرة التي يؤمن ربها بالقدر خيره و شره ؛ رزقت ببنت وولد من ذوي الاحتياجات الخاصة منذ أن ازدان فراشهما بفدوى ذات الخمسة و عشرين عاما بتاريخ [ 11/03/1992 ] . تقول أمها: " اكتشفنا حالة فدوى منذ الشهور الأولى لولادتها حين تفاجأنا بصغر حجم الطفلة ؛ حينها استشرنا الطبيب الاختصاصي الذي أكد لنا إعاقتها الجسدية، في حين طمأننا من حيث حالتها العقلية و الدماغية …… استسلمنا للأمر الواقع والقدر لكن بعد ثماني سنوات وبعد ولادة أخرى سليمة و عادية رزقنا بمحمد الذي يعاني من نفس الإعاقة " . البنت فدوى اغنيم لم تستفد من الدراسة و التعلم لأن كل المؤسسات التعليمية لم تقبل تسجيلها بسبب صغر حجمها و قصر قامتها لتظل سجينة أربعة جدران محرومة حتى من أبسط حقوقها الانسانية و المدنية : التعليم واللعب مع أقرانها من الفتيات و الفتيان . تقول الأم المكلومة و هي مغرورقة العينين : " منذ صغرها و هي تطرح علينا أسئلة مؤرقة و صادمة من قبيل : لماذا لم أدخل المدرسة ؟ لماذا أنا قصيرة ؟ لماذا …..؟؟؟ … و ما زاد الوضع سوءا وبعد ثماني سنوات هو ولادة سي محمد ( 19 سنة حاليا ) بنفس الإعاقة مع لمسة من التحسن مقارنة مع فدوى، حيث أن هذا الأخير سيستفيد من التعليم و مرافقة أقرانه إلى المدرسة، بل أنه حقق نتائج راقية و يدرس حاليا بالباكلوريا علوم اقتصادية؛ لكن الأطباء اكتشفوا مؤخرا أنه مصاب بمرض بالعظام على مستوى العمود الفقري يحتاج معه للعلاج لعملية خاصة بأوربا مما جعله في أمس الحاجة لمساعدة الدولة أو المجالس أو المحسنين . أقل ما يلتمسانه حاليا من المحسنين أو المهاجرين بالخارج هو كرسيان آليان يعملان إلكترونيا للتنقل ؛ لأنهما يعانيان من التنقل . والدا فدوى و محمد يطرقان كل الأبواب طلبا للمساعدة منها عمالة الإقليم ووزارة التضامن و الأسرة و التنمية الاجتماعية و ذلك بوساطة من مسؤول كبير ؛ لكن أحيانا ؛ تجري السياسة بما لا يشتهي المسيسون و المواطنون …. فدار فدوى و محمد لازالت على حالها لحد كتابة هذه السطور التي تعتبر نافذة على المجتمع المدني و الجمعيات و المحسنين و أبناء الجالية المقيمة بالخارج و المسؤولين للالتفات و المساعدة الإنسانية .