لا تشبه قصة عائلة محمد الحداد القاطن في إحدى القرى بإقليم تطوان ، غيرها من العائلات سواء في تطوان أو في باقي المدن المغربية بخصوص وضعيتها الاجتماعية الصعبة ومعاناتها مع المرض والجهل والتهميش الذي طال ثمانية أطفال يعانون كلهم من إعاقة مزدوجة ومتنوعة جسدية وعقلية وبصرية ونفسية. هذا الروبرتاج يلقي الضوء على وضعية عائلة قروية تشكو سوء الحال وكثرة العيال . جمعت عائلة محمد الحداد القاطن بدوار" وطا جامع " التابع للجماعة القروية السبت القديم دائرة الفندق عين لحصن التي تبعد حوالي 40 كلم عن تطوان كل صنوف المعاناة مع المرض والفقر والجهل والتهميش منذ ازدياد أول مولود في 1984. وتوالت هذه المعاناة مع مواليد آخرين ، جمعوا بين أنواع عديدة من الإعاقة المرضية المختلفة المتمثلة في اختفاء النظر لدى فاطمة 27 سنة ومحمد 24 سنة ، بعد مغيب كل شمس إلى حين صباح اليوم التالي ، والإعاقة المزدوجة العقلية والجسدية جعلت كل من المختار البالغ من العمر 19 سنة وعبد الله 10سنوات ونعيمة ست سنوات يتنقلون كالدواب في محيط المنزل. بينما يعاني الباقي من باقي أفراد الأسرة من أمراض مزمنة متعلقة بسوء التغذية وتحديدا نبيلة البالغة من العمر أربع سنوات حيث تعاني من مرض التهاب الكبد " ب " وفقر في الدم . وهذا ما أكدته سعيدة أخاذ عن جمعية أهل الكرم التي تحدثت عن معاناة الأسرة مع المرض والفقر والتهميش لا تنتهي .. هذه المعاناة المرضية المزمنة كانت وراء إبعاد كل اطفال الأسرة للتوجه إلى المدرسة وتلقي العلم ، وحتى الأصحاء من الإخوة وجدوا أنفسهم مضطرين للابتعاد عن المدرسة لخدمة أخوتهم المرضى والصغار وإعانتهم والحرص على سلامتهم. هذا ويحكي الأب محمد الحداد الوضعية الاجتماعية الصعبة واستسلامه للواقع المر بعد أن عجز عن توفير الشروط الضرورية لحياة أطفاله، وبعد أن أعيته المصاريف طلبا في استشفاء أولاده لكنه يصر أن يوجه نداء الاستغاثة. وضعية أسرة محمد الحداد لم تجد من يقف إلى جانبها لإخراجها من ضيق الحال سواء من طرف أهل المنطقة أو من الجهات الوصية التي لم تعر انتبها لواقعها المأساوي الذي لا يوجد له مثيلا في كامل التراب المغربي ، فالأسرة كما يبدوا لم تستفد من المساعدات التي تقدم من طرف السلطات العمومية في المناسبات وفي غيرها وربما تكون قد حولت إلى جهات ما . وأمام هذه الوضعية المزرية لا تجد الأم حبيبة التي عانت هي الأخرى من المرض بعض شلل نصفي لمدة أربع سنوات سوى البكاء والتوجه إلى الله تعالى والمحسنين وصاحب الجلالة للتدخل لوضع حد للوضعية المزرية لهذه الأسرة. وسط بيت متواضع معزول في أطراف القرية ، يفتقر إلى كافة الحاجيات الضرورية للعيش كالماء والطعام اللحاف والأغطية والألبسة تقضي أسرة محمد الحداد المكونة من 13 عشر فردا أيام الصيف والشتاء كاملة ، تكابد المشاق وكل صنوف الألم لكنها تنتظر أن يحل الفرج ، فرج قد يعيد الكرامة الإنسانية المطلوبة إلى هذه الأسرة .