كتبت تدوينة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة تحت عنوان رميت الورد و طفيت الشمع حسرة على معاناة المرأة المغربية في الأرياف و في جبال الأطلس . و لكن لاحظت بأن الإعلام الرسمي و بعض المنابر الإعلامية تجاهلت عن قصد حقيقة 8 مارس ، العيد النسائي الأممي ؟ . و حتى لا يطغى هذا التدليس على نسائنا و على شبابنا ، و استمرارا لما كتبت ، قررت العودة إلى هذا الحدث لأبين لمن هذا العيد الأممي . إن العيد الأممي للمرأة ليس هو عيد نساء من البرجوازية المغربية الهجينة لا يعرفن عن 8 مارس أي شيء ، و إنه ليس بعيد القبلات عبر "الواتساب " "أوالفيسبوك " و ليس بعيد توزيع الورود نفاقا و بهتانا كما أنه ليس مناسبة لحملات إشهارية لبعض المنتجات التجارية لبعض الشركات من بينهم شركات الاتصال استغلالا للمرأة و للمجتمع من أجل الربح ، هو ذلك عيدهم ، عيد تلك النسوة اللاتي يعذبن الخادمات اللواتي قذف بهن الفقر إلى بيوتهن ، عيد تلك النسوة اللاتي تعيش على الريع الاقتصادي و السياسي و تتنافسن عن المناصب و المكاسب ، ذلك عيدهم و لنا عيدنا . فعيدهم كعيد ميلاد صبي لم يبلغ السنة الثالثة ، لا يدري لماذا أوقدوا له شموعا و ساعدوه على إطفائها و هو لا يعلم ماذا يفعلون . عيدهم كعيد الذئب لما يفتك بغنم في ظلمات الليل . أما عيدنا فهو عيد أممي نسائي بامتياز ، عيد آلاف النساء الأمريكيات اللاتي خرجن للإحتجاج يوم 8 مارس سنة 1856 في شوارع مدينة نيويورك ضد الظروف المزرية التي كن يجبرن على العمل فيها ، عيد تلك النساء اللاتي واجهت القمع و السجن و التعذيب من أجل كرامة المرأة العاملة و حقوقها حتى أصبح يوم 8 مارس عيدا تخرج المرأة فيه للتظاهر بالمدن الأمريكية و بالدول الأوروبية ، عيد المرأة العاملة الألمانية لما انتفضت ضد ظروف العمل ألا إنسانية في مارس 1913 و عيد المرأة الفرنسية في 8 مارس سنة 1914 ، عيدنا هو عيد نساء و أمهات الشهداء اللواتي لم ينساهم التاريخ إذا نسيتهم او تناسيتهم ، عيدنا هو عيد أم عمر بن جلون و أحمد بنجلون و عباس بنجلون التي حملت وزر المتاعب من أجل نضال أبنائها ، عيدنا هو عيد سعيدة المنبهي شهيدة النساء المغربيات ، عيدنا هو عيد امي فامة التي عاشت حياتها ترعى عائلات المعتقلين اليساريين ، عيدنا هو عيد ام الشهيد محمد اكرينة التي ابيضت عيناها أسفا على ابنها الذي اغتالته قوات القمع ، عيدنا هو عيد السيدة يطو المقاومة ، زوجة موحا أوحمو الزياني، التي جعلت منه بطلا شرسا قهر الفرنسيين وانتصر عليهم في معركة "الهري" الشهيرة. عيدنا هو عيد عدجوموح نموذج المرأة العطاوية التي شاركت بفعالية في معركة "بوغافر" بجبال صفرو فقاومت الجيوش الفرنسية سنة 1933 وقاتلت ببسالة حتى استشهدت ، و البطلة أخت البطل محمد الحراز التي شاركت في قتال الاسبان بالريف وتمكنت من اغتيال ضابط إسباني سنة 1927 و ثريا الشاوي التي تعرضت للاعتقال وعمرها لا يتعدى سبع سنوات بعدما لفق لها المستعمر الفرنسي تهمة تحريض التلاميذ على التمرد ضد المستعمر الفرنسي ، عيدنا هو عيد كل امرأة ضحت من أجل كرامة المرأة و استقلال الوطن ، عيدنا هو عيد نساء قاومن الاستعمار الفرنسي و الإسباني و البرتغالي و كل امرأة في العالم ناضلت و تناضل من أجل الكرامة و المساواة و العدالة الاجتماعية . هم يريدون عيد الرقص على "وحدة ونص "كما يقول المصريون و نحن نريد أن يكون يوم 8 مارس يوم عطلة رسمية للنساء تخرجن فيه في مسيرات كعيد نسائي أممي على غرار فاتح ماي و كما هو الشأن في أفغانسبان و أنغولا و أذربيجان ، و بيلاروس، بوركينا فاسو، و الصين (للنساء فقط ) و كوبا و جورجيا، و غينيا-بيساو و إريتريا و كازاخستان و لاوس و مقدونيا (للنساء فقط)، ومدغشقر (للنساء فقط)، ومولدوفا، منغوليا، نيبال (للنساء فقط)، و روسيا، و طاجيكستان ، تركمانستان، أوغندا، أوكرانيا، أوزبكستان، وفيتنام وزامبيا و دول أخرى . ذلك هو عيدنا عيد النساء التقدميات المناضلات ، فاتركوه إنه ليس بعيدكم