مات خلادة الغازي يوم الاربعاء 2 غشت الجاري بالسجن مغبونا، وهو الشاب المنحدر من أعالي المغرب المنسي باقليم ازيلال، والذي تم سجنه بتهمة «هدم قنطرة» على مجرى مائي بدوار أيت شيكر، قيادة واويزغت بعد ترامي أحد "الأعيان" من ذوي الجاه والنفوذ على ممر طرقي، كان الشاب يستعمله للوصول إلى بيته الذي ورثه عن أبيه.. بعدما أصدر وكيل الملك بازيلال أمره باعتقال المسمى خلادة الغازي يوم 25/04/2017 وذلك بسبب ملف قديم يعود إلى العام الماضي، وبالضبط خلال شهر رمضان، والذي تعود اطواره إلى قيام "المتهم" بإزالة قنطرة صغيرة على مجرى مائي انشأها بعض السكان على قطعة أرضية تعود ملكيتها له، وذلك لاستعمالها من أجل المرور منها، حيث رفع السكان شكاية في الموضوع، لكن سرعان ما تدخل بعض وجهاء القبيلة بالصلح بين الأطراف، فعادت الأمور إلى نصابها، وتبعا لذلك لم تستدعيهم المحكمة، مما فهم منه أن الشكاية ذهبت للحفظ وقد مر على ذلك تقريبا مدة سنة لكن الضحية خلادة الغازي فوجئ باستدعاء من طرف وكيل الملك في التاريخ المذكور آنفا، ظانا أنه استدعاه من أجل حلحلة الملف الثاني الذي عمر أزيد من خمسة أشهر، وبدأت تفوح منه روائح كثيرة، والمتعلق بترامي أحد الأعيان على الطريق موضوع النزاع، والتي كان يستعملها للمرور إلى منزله، أقول فوجئ بأمر وكيل الملك باعتقاله في الحين، ثم احالته إلى قاضي التحقيق ببني ملال بتهمة "هدم قنطرة". * وهو الأمر الذي استغرب له خلادة الغازي حيث انتابه إحساس بالغبن دفعه إلى خوض إضراب عن الطعام، راغبا في الإنتقام من نفسه ومن الظروف التي جعلته فقيرا لاحول ولاقوة له أمام جبروت الأعيان وأصحاب الجاه والمال والنفوذ، يوم الثلاثاء 23 ماي 2017، خلادة المضرب عن الطعام بالسجن المحلي ببني ملال، ينقل إلى المستشفى الإقليمي بالمدينة، في حالة حرجة جدا وغيبوبة تامة، جراء دخوله في معركة «الأمعاء الفارغة»، منذ اعتقاله في 25 أبريل 2017، احتجاجا على اعتقاله الذي يعتبره « تعسفيا» و»إرضاء لأحد النافذين من مافيا العقار» بإقليم أزيلال،امتد الاعتقال يوم 19 ماي 2017 ليشمل شقيقه حسن خلادة، في ظروف جائرة ما زالت خيوطها مجهولة، شأنها شأن ملف القضية الذي لم ينل حقه من المتابعة المناسبة والمؤازرة الكافية. كان الراحل يشكو من قيام أحدهم بشراء أرض قريبة من محل سكناه وتحفيظها، دون مراعاة للمساطر القانونية التي تمنح الحق لذوي المصالح من أجل التعرض بسبب ضرر من الأضرار، وزاد المشتري فعمد إلى إغلاق الطريق المؤدية لمنزل الغازي خلادة، والشروع في عملية تسييج عازل. مما دفع الغازي خلادة، للتنديد بأفعال مشتري الأرض «ش. ا.»، والتي وصفها ب «الممارسة غير القانونية»، حيث دخل في معارك سلمية، منذ نونبر العام الماضي، بدءا من اعتصام مفتوح، ظل متشبثا به وبحقه في عدم إغلاق الممر الطرقي الذي يستعمله للولوج إلى منزله الذي يعود بناؤه إلى ستينيات القرن الماضي، والطريق المذكورة هي المعبر الوحيد له ما قبل عملية التحفيظ التي تمت خلال السنوات الأخيرة. معركة الامعاء الفارغة لم تدفع السلطات المحلية والإقليمية إلى إيجاد حل للمشكل، بل تم اعتقاله والزج به في زنازن السجن المحلي ببني ملال الذي انقطع فيه عن الطعام إلى ان لقي حتفه