تعيش مصلحة الأمراض النفسية والعقلية بالمركز الإستشفائي الجهوي ببني ملال منذ بداية الأسبوع الأول من شهر رمضان وشهر يونيو على إيقاع توثر واحتقان كبيرين بين الممرضين العاملين بالمصلحة وإدارة المستشفى من جهة وبين الوضع المتردي والخطير، والمعاملة اللا إنسانية للمرضى وتكديسهم داخل ما يشبه الزنازن وبدون أسرة ، وبدون مأكل وبدون نظافة حسب ما جاء على لسان المتدخلين في الوقفة ،وبين المنظومة الصحية المتآكلة والمعتلة ، بل والمختلة كذلك ، من حيث تدبير الموارد البشرية والإمكانات والتجهيزات ….. هذا وقد رفع الممرضون سقف احتجاجاتهم وغضبهم بشكل غير مسبوق ، ورفعوا شعارات منددة بما يحصل للمرضى داخل أقبية المصلحة ، بل أدانوا بشكل صريح الحالة الشاذة والغير قانونية واللا إنسانية التي يعيشها المرضى ، واعتبروا هذه المصلحة لا تختلف عن أماكن الاعتقال والاحتجاز، حسب ما جاء في كلمات المحتجين دائما ، مؤكدين ذلك من خلال : 1 – عدم توفير الأسرة الكافية للمرضى الوافدين على المصلحة: 26 سرير مقابل 90 مريض. 2 – غياب الأدوية . 3 – غياب مداومة مستمرة للأطباء وغيابهم عن المصلحة حيث يزورون المصلحة في أوقات متقطعة وغير منتظمة وهو ما أكدته كل المداخلات خلال الوقفة الاحتجاجية . 4 – غياب النظافة ، وتصنيف المرضى ، إذ أشار أحد الممرضين في تدخله إلى انتشار القمل والأمراض الجلدية ، وظواهر أخرى مشينة ومقلقة على حياة المرضى عاجلا أم آجلا ، وهو ما ينعكس على ظروف العمل السيئة واللا إنسانية والجد مزرية وهو ما دفعهم إلى المطالبة وبإلحاح شديد من الجهات المسؤولة على ضرورة تصحيح الوضع وتطبيق القانون وتوفير شروط العمل ، لما فيه مصلحة المريض أولا وأخيرا ومن جهتها أكدت إدارة المستشفى الجهوي لبني ملال أن استقبال المصلحة للمرضى المحالين عليها من "بويا عمر" خلق نوعا من الصعوبة في التدبير والعمل وشروطهما ، رغم ما يبدل من مجهودات… ولعل مطالب الشغيلة والتي نتقاسم معها ، كما نتقاسم مع باقي المصالح الاستشفائية نفس الهموم ونفس المشاكل ، إذ من المفروض أن ينخرط الجميع في تجاوزها بنكران للذات وبضمير مهني ، يقتضي من الجميع أن نستقبل المريض بدل أن نلقي به للشارع أو إعادته لأهله، وفي هذه الحالة قد يقع ما لا تحمد عقباه. وعن بلوغ الوضعية بالمصلحة إلى حدود أصبح لا يطيقها أحد، أكدت الإدارة أن هذا قدر المركز الجهوي الاستشفائي ببني ملال ، والذي وحده يستقبل كل المرضى في حالة اضطراب نفسي من كافة تراب جهة خنيفرة-بني ملال باستثناء القسم الموجود بمدينة خريبكة. ومن جهة أخرى وفي اتصال ببعض عائلات المرضى فقد أكدوا لنا أن الممرضات والممرضين العاملين بالمصلحة يقومون بمجهودات مضاعفة ، إضافة إلى تدخلات إحدى الجمعيات وبعض المحسنين ، إلا أن ذلك لا يغير من الوضع كثيرا ، وفي المقابل فقد اشتكى بعض أفراد إحدى العائلات والذي اختار أن يتحدث بصراحة حين قال ليس كل الممرضين يقومون بعملهم بإخلاص وتفان، ولدى مطالبته بالتوضيح أكثر ، أكد بغضب أن أحد الممرضين العاملين بالمصلحة يعمد إلى سرقة المرضى ، ويقوم بتفتيشهم والاستيلاء على ما بحوزتهم من نقود ، ناهيك عن توهيمهم بتوفره على حقن بسعر يتراوح ما بين 800 و 1000 درهم … كل ذلك من محن وممارسات لا إنسانية تضرب في العمق حقوق المرضى وتهدد حياتهم بالمباشر. وفي سابقة هي الأولى من نوعها كان ذلك موضوع مراسلات وشكايات وجهها الممرضون والممرضات إلى كافة المسؤولين تضم مطالب مهنية مشروعة تلح على صون كرامتهم وتوفر لهم ظروف عمل سليمة ، حماية للمريض ولمساره الاستشفائي وهو ما يقتضي إيجاد حلول عاجلة قبل قبل وقوع حوادث ، قد تزعج الجميع وتضع الكل أمام المحاسبة وتحمل المسؤولية .